قال كاتب إسرائيلي؛ إن “الكثيرين في الحزب الحاكم في الولايات المتحدة، ينظرون إلى إسرائيل على أنها تحتل شعبا بأكمله، وفي الوقت ذاته تحصل على قرابة أربعة مليارات دولار من أموال دافع الضرائب الأمريكي، ولذلك كان واضحا منذ البداية أن المساعدة الأمريكية الإضافية لإسرائيل لتمويل صواريخ القبة الحديدية، ستمر في نهاية المطاف عبر الكونغرس الأمريكي، وستصل بالفعل إلى المليار دولار الموعودة”.
وأضاف عوفر شيلح في مقاله بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “ما حصل من رفض أولي للمصادقة على تمويل القبة الحديدية، قد يكون ناجما عن “تنامي عضلات” نشطاء الحزب الديمقراطي الأمريكي الحاكم، وقد يكون أيضا بقايا أضرار سياسة بنيامين نتنياهو، كما قال وزير الخارجية يائير لابيد، رغم أن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية مصابة بحالة من الشلل منذ فترة طويلة بسبب الاستقطاب السام القائم”.
وأكد شيلح، العضو السابق في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، والباحث بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن “هذه القضية المفاجئة حصلت رغم تباهي إسرائيل منذ سنوات بأنها قضية “ثنائية الحزب”، بمعنى أنها تحظى بدعم كلا الجانبين على الخريطة السياسية الأمريكية، لكن الحقيقة تقول؛ إنه منذ أكثر من عقد من الزمان لم تكن إسرائيل كذلك، أي إنها لم تكن قضية مجمع عليها من الحزبين الأمريكيين”.
وأوضح أن “إسرائيل أصبحت مسألة انقسام سياسي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن، مع العلم أن نتنياهو دخل أساسا في هذه المعضلة، مرتديا حذاء بألوان الجانب المتطرف من الحزب الجمهوري”.
وأشار إلى أن “نتنياهو لم يبدأ خلافه داخل الساحة الأمريكية بخطابه في الكونغرس حول إيران، بل إن الأمر يعود إلى شيلدون أديلسون، الذي ساهم أكثر من أي شخص آخر في معارضة باراك أوباما، وهو الراعي المعلن لنتنياهو، وبقيامه بذلك، تسبب الأخير في إلحاق ضرر جسيم بعلاقات إسرائيل مع الحزب الديمقراطي، وليس أقل من ذلك مع اليهود الأمريكيين، الذين يدعم معظمهم الديموقراطيين، وتسببوا بزيادة الكراهية لإسرائيل”.
وأضاف أنه “قبل الانتخابات الأمريكية الأخيرة، طلبت مني منظمة يهودية بارزة إجراء محادثة مع مئات الممثلين الديمقراطيين، بما في ذلك أعضاء في الكونغرس من التيار الرئيسي للحزب، وكانت قضية ضم الأراضي في الضفة الغربية تتصدر الأجواء، وكان هناك نقاش حي بين الديمقراطيين حول ما إذا كان برنامج الحزب يجب أن يتضمن ربطا بين الضم ورفض أموال المساعدات العسكرية التي تتلقاها إسرائيل”.
وأكد أن “أشياء كثيرة تغيرت منذ ذلك الحين، فقد توقف الضم، وغاب جاريد كوشنير، وصولا لاستقبال رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت في البيت الأبيض من قبل صديقه الرئيس جو بايدن، وكذلك الأمر بين عدد غير قليل من اليهود الأمريكيين، خاصة جيل الشباب، حتى أصبحت إسرائيل بالنسبة لهم مجهولة الهوية”.
وأشار إلى أن “القناعة السائدة بنظرهم، أن إسرائيل هي الدولة الغربية الوحيدة التي تحتفظ بأمة بأكملها تحت الاحتلال، وتفعل ذلك بينما تغذيها ما يقرب من أربعة مليارات دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين”.
وأشار إلى أنه “بالنسبة للشباب من الديمقراطيين الأمريكيين، فإن المسافة بين شعار “حياة السود مهمة” و”حياة الفلسطينيين مهمة”، أصغر بكثير مما يبدي الإسرائيليون قدرتهم على الاعتراف به، وفي يوم من الأيام سنضطر أن نناقش مع أنفسنا لماذا يجب أن تستمر دولة ذات ناتج تريليون ونصف شيكل في السنة، وميزانية دفاعية تزيد عن 80 مليار شيكل في تلقي الصدقات من الخارج، ولذلك يجب أن يكون الإسرائيليون منتبهين للغاية لما يحدث في الكونغرس”.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.