يديعوت – بقلم: سمدار بيري “قبل سنة بالضبط نجحت كلودين عون، ابنة الرئيس اللبناني، في مفاجأة الجمهور المحلي عندما وضحت الأسباب المجدية في التوجه إلى السلام مع إسرائيل. “كان بودّي جداً أن أزور القدس”، كشفت، وأضافت بأنه معروف لها أن هناك اهتماماً هائلاً في أوجه التعاون الاقتصادي مع إسرائيل. وتساءلت: “لماذا لا نتبنى هذه الخطوة؟”.
أثارت تصريحات ابنة الرئيس عاصفة وغضباً، ولكنها بالتوازي فتحت قناة حوار للبنانيين في الخارج، “كولينغ فور ديس 2020″، الذي شرح لجمهور معجبيه المتزايد فضائل العلاقات مع إسرائيل، ومدى جدوى أن يتبنى لبنان صيغة اتفاقات إبراهيم وأن الإسرائيليين “ليسوا ما اعتقدناه عنهم”.
وبعد: أجرت قناة تلفزيونية عربية أحاديث مع مواطنين لبنانيين ممن أعربوا عن فضول بل ضرورة الوصول إلى السلام وإزاحة “حزب الله” عن مواقع القوة في لبنان. والآن يستخدم آلاف الشبان اللبنانيين “أنستغرام” و”تك توك” لعرض الفضائل الهائلة للسلام حين يكون لبنان مسحوقاً ومضروراً منذ سنة على انفجار مرفأ بيروت، والاغتراب المتسع بين الطبقة الحاكمة الغنية وجماهير الشعب الذين علقوا في ضائقة جوع حقيقي. عشرات آلاف السكان يعيشون الآن في بيروت في الظلام الدامس من ساعات ما بعد الظهيرة. فلا يمكن الطبخ ولا الغسيل ولا القراءة أو مشاهدة التلفزيون.
المسمار الأخير في سؤال “نعم أم لا” للعلاقات مع إسرائيل يكمن في مقال نديم قطيش هذا الأسبوع في “الشرق الأوسط” ويأتي عبر الإنترنت تقريباً لكل بيت في أرجاء العالم العربي. قطيش، صحافي كبير يعمل في “سكاي نيوز” بالعربية، عرض الموضوع بالكلمات الأكثر وضوحاً. السير الآن إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، ومدى اكتشافنا لسهولة الوصول إلى نتائج إيجابية حين يكون وضع لبنان بهذا السوء. اختاروا بين إمكانيتين، كما يقترح: إما أن تعود إيران إلى لبنان من خلال حزب الله – وهي قطعت أكثر من نصف الطريق لتحقيق أهدافها – أو أن نتبنى مساراً يتلقى فيه لبنان مساعدة إنسانية واقتصادية من إسرائيل.
سيصل الإسرائيليون إلى حسب وتيرتهم، يشرح قطيش، وعندها ستكون أياديهم محملة بكل الخير الاقتصادي والتجاري. فلبنان قبل كل شيء دولة تجار.
رئيس لبنان، ميشال عون، لم يحدد موقفاً قاطعاً. ثمة مشاكل مع إسرائيل، يوضح. وبعد حلها، سنرى. لعون تاريخ طويل مع إسرائيل منذ عهده كجنرال في الجيش. فالوزير السابق نتان فيلنائي، أنقذ حياته حين دفع به إلى أرضية سيارته العسكرية وأنقذه من مواجهة كان يمكن أن تنتهي بشكل سيئ جداً. لم ينس عون الحادثة، وكذا دور اللواء احتياط مناحم عينان، وجنرالات آخرين عندنا، ولكنه يفضل تجاوز الذكريات في هذه المرحلة.
لحكومة لبنان تعهد أردني في نقل الغاز والكهرباء، وكذا الرئيس المصري السيسي الذي تطوع بالمساعدة. والآن يحاول الصحافي نديم قطيش، الذي يعبر عن صوت متزايد القوة لمساعدة حكومة لبنان في أن تقرر الأفضل والأصح بالنسبة لهم: أن يتلقوا الغاز والكهرباء من إيران عبر سوريا ويعززوا “حزب الله” أكثر، أم شراء الكهرباء المصرية، التي تمر عبر سيناء والعقبة وسوريا إلى أن تصل بيروت؛ أم السير في اختصارات طريق كبيرة، فتخرج من مصر على نحو أجود، في طريق أقصر وبدون تهديدات سيطرة، أي مباشرة من إسرائيل؟ لبنان الرسمي في هذه الأثناء صامت.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.