قال وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اليوم، الخميس، إنّ “المواجهة مع إيران مسألة وقت. وليس الكثير من الوقت”.
ووردت تصريحات ليبرمان خلال لقاء مع موقع “واللا”، الخميس.
وزعم ليبرمان أنّ “أي مسار دبلوماسي أو اتفاق لن يوقف البرنامج النووي الإيراني. إنهم يرون كوريا الشمالية، ورغم المسارات الدبلوماسية ضدّها، يرون تسلّحًا غير مسبوق”.
وجاءت تصريحات ليبرمان أثناء تطرّقه للميزانية الكبيرة التي تخصّصها الميزانية العامّة الإسرائيلية، التي ستقرّ خلال الأسابيع المقبلة، للجيش الإسرائيلي ووزارة الأمن. وأوضح أن هذه الميزانيات تذهب “للتسلّح وشراء منظومات متطوّرة”.
في السياق، ذكر المراسل العسكري للقناة 12 الإسرائيلية، نير دفوري، أن سلاح الجو الإسرائيلي عاود تدريباته، للمرّة الأولى منذ عامين، على توجيه ضربة عسكرية لإيران، بتوجيه من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي.
وربط دفوري بين هذه التدريبات وبين “المحاولات الأميركية لإعادة إيران إلى الاتفاق النووي”. وأشار إلى قناعة إسرائيلية، “وربّما أميركية، بأنه سيكون من الصعب إعادة إيران إلى الاتفاق النووي دون خيار عسكري حقيقي وفعّال وعمليّاتي”.
والأسبوع الماضي، صادقت الحكومة الإسرائيلية على تخصيص 5 مليارات دولار في الميزانية العامة الإسرائيلية، لبناء قدرة عسكرية على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وفق القناة 12.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب تصريحات كوخافي عن وضع ثلاث خطط عسكرية على الأقل من أجل إحباط مشروع طهران النووي.
ويتنامى الإحباط الإسرائيلي “مع الإدراك أن الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا متفقتين على الهدف ذاته، وأن تصوراتهما الإستراتيجية حول التهديد النووي الإيراني ’تختلف اختلافًا جوهريًا’”، بحسب ما نقل موقع “المونيتور” الأميركي، مؤخرًا.
وقال مسؤول كبير في وزارة الأمن الإسرائيلية للموقع إنّ المحادثات التي أجراها مستشارا الأمن القومي الأميركي والإسرائيلي حول إيران “كانت جيّدة، والأجواء كانت وديّة للغاية ومنفتحة، وتبادلنا الرسائل. لكن من حيث الجوهر، فالوضع سيئ”. وتابع “في الوقت الحالي، لا توجد خطّة طوارئ عملياتية مشتركة ضدّ إيران في حال فشلت جهود إعادة الاتفاق النووي. والأسوأ من ذلك، أن الأميركيّين ليس لديهم أي حل على الإطلاق لمثل هذا الوضع. ليست لديهم خطة بديلة. ليست لديهم بدائل، والمزعج حقًا أنهم لا يهتمون بها حقًا. إنهم يرون الأحداث بطريقة مختلفة تمامًا عما نراها نحن. هذا حقّهم بالطبع، لكنّه مصدر قلق كبيرٍ لنا”.
ورغم الترحيب الإسرائيلي بالتصريحات الأميركية العلنية التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة ستبحث خيارات أخرى في حال فشل الخيار الدبلوماسي، إلا أنّ مسؤولا إسرائيليًا كبيرًا قال للموقع “ليس من الواضح إن كانوا يقصدون ذلك” وإن هذا التأكيد تصدر بناءً على طلب إسرائيلي.
وذكر المسؤول الإسرائيلي أن الإدارة الأميركية “لا تركّز على إيران، إنما على الصين والقضايا الداخلية الأميركية ووباء كورونا، والإدارة الأميركية يجب أن تكافح من أجل سنّ كل قانون في الكونغرس”.
ووفق “المونيتور” تتركّز الجهود الإسرائيلية على إقناع الأميركيين بأن العمل العسكري يمكن أن يوفّر، أيضًا، حلا للنووي الإيراني، لا المحادثات فقط، وبأنه على الأميركيين إظهار “نوايا جادّة” إلى جانب الإغراءات. لكن “هذه الجهود فشلت” وفق الموقع.
وكشف “المونيتور” أن مسؤولين إسرائيليين، وعلى رأسهم غانتس، اقترحوا على المسؤولين الأميركيين “سلسلة من الإجراءات، مثل الانتقال إلى زيارة الضغط على إيران”، وهذه الإجراءات وفق المسؤول الكبير، من الممكن أن تشمل: مناورات عسكرية عملاقة في الخليج العربي أو في دولة مجاورة، تحرّك لحاملة طائرات أو اثنتين، أو تسريب عن نجاح قنبلة تفجير مخابئ محصّنة.
وبحسب الموقع، عندما سئل المسؤولون الأميركيون خلال الاجتماعات مع الإسرائيليين عما يخطّطون له إن لم يعد الإيرانيون إلى الاتفاق النووي، “على ما يبدو، ادّعى الأميركيون أنهم قد يختارون في النهاية القيام بنشاط عسكري، لكنّ الجانب الإسرائيلي غير مقتنع. فكيف يمكنك الانتقال مرّة واحدة من صفر إلى مئة؟ التحضير لعملية عسكرية يستغرق وقتا. يتطلب تدابير وخطة معيارية؛ يتطلب إظهار التصميم والتحفيز”. وقال المسؤول الإسرائيلي “لم نرصد أيًا من هذه الأمور عند الجانب الأميركي، وهذا ما يخيفنا”.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.