“الولايات المتحدة تتلعثم… وإيران أوبرا مختلفة” يدلين يهاجم نتنياهو.. ورئيس الموساد الأسبق: على إسرائيل التفكير مرتين قبل مهاجمة إيران

دعا رئيس الموساد الأسبق، تَمير باردو، إسرائيل إلى الامتناع عن شن هجوم عسكري ضد المنشآت النووية في إيران، غذا لم تكن لديها القدرة على تدميرها بالكامل. وجاء ذلك خلال ندوة شارك فيها مسؤولون أمنيون إسرائيليون على هامش مؤتمر سياسي – أمني عقده معهد السياسة والإستراتيجية في جامعة رايخمان في مدينة هرتسيليا اليوم، الثلاثاء.

وقال باردو إن “باستطاعة الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن قصف المفاعل النووي في سورية، وتنفيذ عملية عينتيبة، ونحن أفضل من ينفذ طعنا دقيقا. وإيران هي أوبرا مختلفة. وإذا لم يكن بالإمكان إنهاء هذا الأمر من خلال ’أوبرا’ (يقصد عملية “أوبرا”، أي الهجوم الإسرائيلي على المفاعل النووي العراقي عام 1981) فيجب التفكير مرتين ولا ينبغي تنفيذه”

وأضاف باردو أن “إيران دولة في الدائرة الثالثة (أي ليس لها حدود مع إسرائيل). وإذا لم يكن بالإمكان منع إيران من الرد (على قصف إسرائيلي في أراضيها) مثلما منعت الولايات المتحدة العراق من الرد، فإنه قد نجد أنفسنا في مكان ليس جيدا”.

 

وحول الاتفاق النووي الذي ستستأنف المفاوضات بشأنه في نهاية الشهر الحالي، قال باردو إن “ما حدث في العام 2018 (انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي) هو كارثة لا غفران عليها. والولايات المتحدة تتلعثم اليوم وإيران ترى ذلك في أحداث تايوان وبيلاروسيا وهذا يجلبهم إلى نقطة عمل جيدة جدا بالنسبة لهم”.

من جانبه، وجه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس يدلين، في الندوة نفسها، انتقادا شديدا إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو. وقال إنه “تمت خصخصة الموضوع الإيراني لصالح شخص واحد، والمداولات الإستراتيجية لم تجرِ”.

ولفت يدلين إلى أن “ما دفع إرجاء التقدم الإيراني نحو القنبلة (النووية) ليس العمليات المجيدة للدول الأخرى وإنماالاتفاق النووي. والخطأ لم يكن في العام 2015 وإنما في العام 2018 عندما انسحبوا من الاتفاق النووي في سنواته الجيدة”.

وأشار يدلين إلى أن “الإيرانيين أذكياء ومحنكون ويفهمون في الإستراتيجية، وهم يدركون أنه يحظر الاستخفاف بالتفاصيل. وهم لن ينسحبوا من الاتفاق لأنهم يريدون الوصول إلى النهاية وإنما لأن الاتفاق ممتاز بالنسبة لهم”.

وأضاف أن “الإيرانيين يعودون إلى المفاوضات أقوياء مقابل خصم متلهف للعودة إلى اتفاق 2015. وهم يرون الصورة ويطلبون تعهدا بألا ينسحب الرئيس (الأميركي) القادم من الاتفاق. وأقدر أنه لن نعود إلى 2015 لأن الأميركيين والإيرانيين يسيرون مكانهم، وسيجرون مفاوضات طويلة، وسيبقى الإيرانيون في المكان الاقرب للقنبلة النووية. وهم في أقرب مكان منذ أن بدأنا بالتعامل معهم بسبب سياسة خاطئة من جانب دولة إسرائيل”.

وفي وقت سابق من اليوم، قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، في المؤتمر نفسه، إنه “لن أدخل إلى الخطط العملياتية، لكن ثمة أمرا واحدا يتفق عليه الجميع، وهو أن ينبغي أن يتم وضع بديل عسكري على الطاولة”.

واضاف نوركين أن “الجيش يبني الخطط بالتعاون مع المستوى السياسي. وأعتقد أننا سنُطالَب بتسريع قسم من خططنا لمشتريات الأسلحة، والوصول إلى وضع تكون فيه لدينا قدرات تزويد وقود بعيدة المدى (للطائرات الحربية في الجو) وخطط أخرى”.

وتطرق نوركين إلى الغارات الجوية الإسرائيلية في سورية، وقال إنه “لا أعتقد أن الإيرانيين سيغادرون سورية بسرعة كبيرة، لكن بوجود الحوار في المستوى السياسي مع الروس، وليس لدينا مصلحة لاستهداف النظام السوري وإنما استهداف من يعمل من تحته، فإن النظام سيبذل جهدا من أجل إخراجه” من سورية.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.