مصادر تكشف: هذا ما طلبته القاهرة من لبيد لاستمرار الهدوء في قطاع غزة ..

كشفت مصادر مصرية خاصة، تفاصيل متعلقة بزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد إلى مصر، أول من أمس الخميس.

وقالت المصادر لصحيفة العربي الجديد “إن زيارة لبيد، كان هدفها الرئيسي معالجة ما يمكن تسميته بسوء التفاهم الذي حدث وأدى إلى تأجيل زيارة رئيس جهاز المخابرات اللواء عباس كامل إلى إسرائيل، والتي كان مقرراً لها الشهر الماضي، بسبب أمور متعلقة بصفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة حماس”.

فيما أوضحت المصادر أن المسؤولين في القاهرة أبلغوا لبيد خلال زيارته أنه إذا كانت هناك رغبة في مواصلة القاهرة اتصالاتها بشأن استمرار التهدئة في قطاع غزة، وعدم تصعيد الأوضاع هناك من قِبل الفصائل، فإن على تل أبيب تقديم تسهيلات سريعة، متعلقة بزيادة حجم البضائع التي تمر إلى غزة، وتنشيط حركة التجارة مع القطاع.

وقالت مصدر آخر” إن المسؤولين في القاهرة لم يكن لديهم ترحيب بمبادرة لبيد بتسليم عدد من القطع الأثرية التي خرجت من مصر بطرق غير مشروعة، في مراسم احتفالية سياسية، على حد تعبير المصادر.

وأوضح أحد المصادر، لـ”العربي الجديد”، أنه “كان هناك تفضيل مصري لأن يتم اتّباع المسار المتعارف عليه بشأن مثل تلك الإجراءات، من خلال اللجان الفنية المشتركة بين الطرفين، وليس عبر إجراء احتفالي رسمي يحمل طابعاً سياسياً”.

ورجح المصدر أن “الجانب الإسرائيلي أراد من هذه الخطوة، نقل الإجراءات التطبيعية بين مصر وإسرائيل إلى العلن، وهو الأمر الذي لا تزال القاهرة متمسكة بعدم حدوثه”، لافتاً إلى أنه “ما زال القياس في هذه المواقف على ذي قبل وبالتحديد إبان فترة الرئيس السابق حسني مبارك”.

وتابع المصدر أن “المسؤولين في القاهرة يرغبون في استمرار إخفاء الجانب الأكبر من العلاقات مع نظرائهم الإسرائيليين، ليظل الجزء غير الظاهر منها أكبر من المعلن نظراً لحساسية هذا الملف على المستوى الشعبي”.

وكشف المصدر أن “لبيد وأعضاء حكومة الاحتلال الحالية حريصون، خلال الفترة الحالية، على زيادة معدلات الزيارات للقاهرة مع رفع مستوى التمثيل فيها، لإضفاء صبغة تطبيعية على العلاقات مع القاهرة، ودعم الاتصالات الجارية بين تل أبيب وعدد من الحكومات العربية لتطبيع العلاقات”.

واختتم لبيد زيارته إلى القاهرة مساء الخميس، بلقاء منفصل مع رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وذكر في تغريدة له على “تويتر” إنه التقى عباس كامل “لبحث القضايا السياسية وبحث الأوضاع في قطاع غزة، إضافة إلى بحث تعميق التعاون من أجل الحفاظ على الاستقرار الإقليمي”.

فيما ذكرت الخارجية الإسرائيلية أن لبيد استعرض خلال اجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خطته التي يطلق عليها تسمية “الاقتصاد مقابل الأمن”، كما بحث معه “مواجهة الجهات الإرهابية وانعدام الاستقرار في المنطقة”.

وأضافت في بيان صادر عنها أن لبيد “تطرق إلى قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، وعبّر عن تقديره للدور المميز والمركزي الذي تؤديه مصر في هذا الخصوص”.

حضرت إيران في لقاءات لبيد المصرية مع السيسي وكامل  

وتابع البيان أنه جرى خلال اللقاء تناول “محاولات إيران أن تتحول إلى دولة ذات قدرات نووية عسكرية، وكذلك مواصلة ممارسة الإرهاب والتهديد الذي تضعه حيال الشرق الأوسط”. كما تناول اللقاء “القضية الفلسطينية والخطوات التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية، من أجل تعزيز السلطة الفلسطينية والمساعدة في حل التحديات الاقتصادية”.

وتحدث لبيد عن رغبة إسرائيل “بتعميق السلام بين إسرائيل ومصر في مجالات مدنية تتعلق بالاقتصاد، والطاقة، والزراعة والتجارة”. وقال لبيد في ختام لقائه مع السيسي إن “مصر شريكة إستراتيجية ذات أهمية خاصة لإسرائيل. وهدفي هو تعزيز علاقاتنا مع مصر في المواضيع الأمنية، السياسية والاقتصادية”، معتبراً أن “ثمة أهمية لمواصلة السعي من أجل السلام بين الشعبين”.

ووصف لبيد “مساهمة السيسي في المنطقة وللعلاقات بيننا” بأنها “ذات أبعاد تاريخية”. وسلم لبيد نظيره سامح شكري 95 قطعة أثرية مسروقة، قبيل انعقاد اللقاء الموسع بينهما في قصر التحرير بقلب القاهرة، وضمت قائمة الآثار التي سلمها، نقوشاً على الحجر مكتوبة بالهيروغليفية، وقطعة من تابوت مصنوع من الخشب عليه نقش مصري، ونقوش على ورق البردي، وتماثيل للآلهة المصرية، وعشرات من تماثيل “الأوشابتي”.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.