بعد الضجة الإعلامية الأخيرة من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حول مستشفى السرطان؛ تحاول السلطة الفلسطينية إقناع الشارع الفلسطيني بأن “مشروع مستشفى خالد الحسن للسرطان وزراعة النخاع” بخير، لكنه مجمد بسبب عدم توفر الأموال اللازمة لاستكمال تشغيله.
أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومجلس أمناء مركز “خالد الحسن للسرطان” عام 2016 حملة التبرعات لإنشاء المستشفى، ولغرض بناء المستشفى، تم جمع 12 مليون دولار أمريكي، و10 ملايين شيكل، إضافة إلى تبرعات موظفي الدوائر الحكومية بيوم عمل.
وزعمت السلطة آنذاك أن تكلفة المستشفى تصل إلى 160 مليون دولار بدون المعدات الطبية، علمًا بأن الأرض مجانية، وفي الأصل كانت تبرعًا لإنشاء مستشفى أطفال بإشراف “الجمعية العربية الطبية” ومساحتها 220 دونم، فقامت السلطة بحل الجمعية ومصادرة الأرض، وخصصت 20 دونم لمستشفى خالد الحسن، وما تبقى تم بيعه لبناء مجمع تجاري ومشروع “تلال سردا” للأثرياء والأغنياء.
اقتطعت السلطة ما يقارب 200 دونم من المستشفى وقاموا ببيعها بمبلغ يصل إلى 100 مليون دولار، وبعد هذه المبالغ التي حصلت عليها السلطة، لماذا لم تقوم ببناء مستشفى بنصف الحجم (مثلًا)، جدير بالذكر أنها دفعت 2 مليون دولار لمخططات هندسية و3 مليون دولار حفر أساسات، ألم تدرك السلطة وقتها أنه يستحيل اتمام المشروع؟، علمًا بأنهم بدأوا حفر الأساسات عام 2018م عندما كانت الأزمة المالية في ذروتها.
رغم الملايين التي دفعت على خطوات أولية في بناء المستشفى، أصدر الرئيس عباس في 30 يناير 2021 مرسوم رقم 2 لسنة 2021، والذي يلغي تخصص المؤسسة في إنشاء مستشفى قادر على الاستمرار والتطور والنمو لعلاج أمراض السرطان والوقاية منه.
بحسب المرسوم الجديد، فإن مهمة المؤسسة، المساهمة في إنشاء أو تطوير مستشفى خاص أو أقسام متخصصة بعلاج أمراض السرطان في الدولة في المستشفيات العامة أو الخاصة، وهو ما جعل مسألة إنشاء المستشفى خيارا أو احتمالا من بين مجموعة احتمالات يمكن تنفيذه من عدمه.
صندوق الاستثمار الفلسطيني المسؤول عن إدارة مشروع خالد الحسن لعلاج أمراض السرطان، هو نفسه من افتتح قسم علاج أمراض الدم والأورام في المستشفى الاستشاري عام 2019.
وفق مصادر إعلامية، فإن مستشفى الحسن قد ألغيت فكرته نهائيا، وقد جاء المرسوم الجديد في عام 2021 من أجل منح الإلغاء صفة قانونية.
بحسب تقرير رسمي لصندوق الاستثمار التابع لمنظمة التحرير، فقد بدأ بالعمل منذ منتصف 2021 على إنشاء المستشفى الاستشاري للسرطان بقدرة استيعابية تبلغ 170 سريراً كمرحلة أولى، ومساحة بناء تبلغ 27 ألف متر مربع.
في ذات السياق قالت وزارة الصحة إن التبرعات المالية التي تم جمعها لإنشاء مركز خالد الحسن لعلاج السرطان وزراعة النخاع هي موجودة ومحفوظة في حساب بنكي خاص بمؤسسة خالد الحسن، وقد تم عمل المخططات الهندسية للمشروع بسعة 250 سرير، وتكلفة تقديرية بقيمة 160 مليون دولار”.
وأضافت “ونتيجة لعدم توفر الأموال اللازمة لإنشاء المشروع فقد تم تجميده في الوقت الحالي، حيث تعمل الوزارة والحكومة على توفير الدعم المالي لإنشاء المركز، وعلى مراحل لخدمة المرضى”.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.