هآرتس – بقلم: ايريس ليعال “أمامنا أسبوعان لنتعود فيهما على كلمتي “صفقة ادعاء”. كل طرف يستعد في مكانه: الأبواق – المراسلون الذين كشفت شهادة نير حيفتس كيف أدخله نتنياهو إلى وسائل إعلام التيار العام، وهم منذ ذلك الحين يردون له المعروف بسخاء: ينظمون الرواية التي تمكّن مؤيديه من ابتلاع حبة الدواء المرة. في المقابل، يهدد من يكرهونه بإعادة المظاهرات إلى حياتنا أمام منزل المستشار القانوني للحكومة بنسخة محسنة.
لكن حتى قبل أن ينشر بن كسبيت النبأ حول “صفقة الادعاء”، كان يمكن رؤية بصمات نتنياهو على أحداث الأيام الأخيرة، وأن نشهد إحساس القصة التي رأيناها في السابق من الجحيم، عندما يأتي مقاوله التنفيذي، ايتمار بن غبير، إلى النقب وقلبه مليء بالطرب وهو يحمل مجرفة في يد وعود ثقاب مشتعل باليد الثانية.
يقول الرأي السائد إن نتنياهو دفع نحو توحيد الأحزاب الثلاثة التي تسمى “الصهيونية الدينية”، دون أي خيار آخر، ليمنع وضعاً يتنافس فيه بن غبير وآفي معوز بشكل منفصل ولن يجتازا نسبة الحسم. ولكن إذا كان هذا صحيحاً واضطر نتنياهو للتسليم بدون ارتياح بوجود بن غبير في الكنيست، فسرعان ما اكتشف مزاياه.
بن غبير يخدم أغراض نتنياهو أكثر من أي شخص آخر، ومقولة “البقرة تريد أن ترضع أكثر مما يريد العجل”، تصف العلاقة بينهما تماماً. هكذا كان عندما كان يئير لبيد على بعد خطوة من تشكيل الحكومة في أيار – حزيران 2021، وافتتح بن غبير مكتباً في حي الشيخ جراح، وحرض وأجج النفوس في باب العامود في رمضان. وهكذا استمر مع أعمال الشغب في الحرم، وصلية الصواريخ التي أطلقتها حماس نحو القدس، وامتداد أعمال الشغب إلى المدن المختلطة.
تلك كانت فترة مخيفة، سواء بسبب الأحداث نفسها أو بسبب الاعتراف بأن نتنياهو يستطيع أن يعرض الدولة للخطر لدوافع سياسية ودوافع البقاء. وإذا أردنا أن نحاكم حسب تغريدة مستشاره، ايكي كوهين: “نحن قريبون من إسقاطهم. النقب لنا. استمروا في الضغط”، فإنه لم يتغير شيء منذ ذلك الحين.
ذهب أعضاء كنيست من الليكود إلى النقب للتأكد من أن التوتر لم يهدأ، لا سمح الله. الرسائل الواردة عبر مجموعات “الواتساب” التابعة لهم، توفر دليلاً آخر على ما أصبح واضحاً. “أفهم أن أحداث النقب تتصاعد في هذه الأثناء. لا يجب ترك هذه القضية. بينيت يتوقع أن يتراجع، ومهم أن يعرف الجمهور مدى استعدادهم لبيع الدولة من أجل البقاء في السلطة”، كتب ميكي زوهر، بسرور. ثم ردد اوفير ايكونيس وراءه: “الحدث اليوم كان نجاحاً صارخاً. الحركة الإسلامية تضع الائتلاف الآن في اختبار يومي… كل الاحترام لجميع المبادرين والمنظمين والمشاركين”.
في هذه الأثناء، ستسوق حاشيته الرواية التالية: ملفات الآلاف تنهار، والمستشار القانوني يائس. لذلك، نتنياهو الذي يدرك أن لا فرصة أمامه بمحاكمة عادلة، عليه الموافقة على صفقة الادعاء. ولأن صفقة الادعاء قد تأتي مع حل الائتلاف، فأنا ملزم بأن أقول كلمة جيدة أخيرة: لا نفتالي بينيت ولا يئير لبيد يمكنهما التصرف ببرود مجمد كهذا، ويشجعا أعمال فوضى عنيفة من أجل مصالح سياسية.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.