دعت رئيس سلطة جودة البيئة د. نسرين التميمي إلى تشكيل مجموعة عمل بيئية موسعة ومشتركة من كافة القطاعات الخاصة والأهلية والأكاديمية والمهتمين والمؤسسات الرسمية لتوحيد الجهود الوطنية في حماية البيئة والعمل الجاد نحو ذلك، بحيث تكون تلك المجموعة قاعدة مرجعية للتشاور وتحديد الأهداف والتوجهات ومتابعة العمل والإنجازات وتقاسم الأدوار والمسؤوليات على أرضية الشراكة والتكامل.
جاءت دعوة د. التميمي خلال ورشة عمل ختامية للمشاورات الوطنية تحضيرا لمؤتمر ستوكهولم + 50 والتي عقدت في قاعة مؤسسة عبد المحسن القطان بالطيرة بحضور ممثل دولة رئيس الوزراء أ. محمود عطايا ورئيس جامعة بيرزيت د. بشارة دوماني والسيدة إيفون هيلي، ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ود. عبد الرحمن التميمي ممثل شبكة المنظمات الأهلية البيئية وأ. كامل مجاهد، نائب رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين وممثل المجلس التنسيقي للقطاع الخاص.
وأشارت د. التميمي بأن هذه الورشة تعد المحطة الأخيرة من سلسلة المشاورات التي تمت منذ انطلاق العمل، حيث تم عقد أربع ورش وطنية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل وجاهي ضمت قطاعات واسعة من الشركاء والمهتمين في العمل البيئي وفي محاور المؤتمر الثلاثة وهي حماية الكوكب والتعافي من آثار الجائحة وتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى عقد اجتماعات تشاورية افتراضية مع قطاعات الشباب والمرأة وذوي الإعاقة من أجل استطلاع آرائهم وإشراكهم في هذه العملية التشاورية الواسعة.
وتطرقت في كلمتها إلى أن الكوكب يواجه الكثير من المخاطر والمهددات سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، وأن تلك المخاطر تلقي بظلالها وآثارها علينا جميعا، وفي واقعنا الفلسطيني وبسبب الاحتلال الإسرائيلي فإن تلك المهددات والمخاطر تزداد وتضيف المزيد من العقبات أمام تحقيق أهدافنا البيئية والنهوض بالواقع البيئي الفلسطيني، ولعل السيطرة على مصادر المياه وعلى الموارد الطبيعية لا سيما في المناطق المسماة ج، ومصادرة الأراضي وتجريفها وإقامة المستوطنات والمعسكرات ووضع اليد على المحميات الطبيعية وتهريب النفايات إلى أراضي دولة فلسطين وغيرها الكثير من الانتهاكات، كل ذلك يعيق التقدم الفلسطيني نحو تحقيق الأهداف البيئية والنهوض بالواقع البيئي.
وشكرت د. التميمي كل من ساهم في إنجاح مسيرة الأعمال التشاورية من بدايتها وصولا إلى إعداد تقرير وطني يليق بفلسطين في النهاية مثنية على دور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على الشراكة الحقيقية في هذا العمل، ومملكة السويد على دعم الجهود كلها وعلى استضافتها للمؤتمر الذي سيعقد مع بداية الشهر القادم في ستوكهولم.
ونقل عطايا تحيات رئيس الوزراء للحضور، مشيرا بأن فلسطين حرصت على مشاركة العالم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لإنهاء الفقر وحماية الكوكب وتحقيق السلام وضمان الازدهار للجميع.
وبدوره أكد د. دوماني على التزام جامعة بيرزيت بالقضايا البيئية وأن الجامعة بكافة دوائرها ومعاهدها تبنت فلسفة واعية تجاه البيئة وعملت على تحويل الجامعة ومساحاتها إلى أنماط صديقة للبيئة وتعزيز مفاهيم البيئة وقضاياها في التعليم مشيرا الى سعي الجامعة لتصبح أول جامعة خضراء في فلسطين.
وتخلل الورشة كلمات لنائب رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين وممثل المجلس التنسيقي للقطاع الخاص أ. كامل مجاهد ود. عبد الرحمن التميمي ممثلا عن شبكة المنظمات الاهلية البيئية الذين أكدوا خلالها على أهمية التحضير لمؤتمر ستوكهولم + 50 والوقوف أمام التحديات البيئية الفلسطينية.
وأشارت أ. إيفون هيلي إلى أهمية دور سلطة جودة البيئة وجامعة بيرزيت وكافة الشركاء في تسريع تنفيذ خطط العمل التشاورية لوضع خطة عمل مرتبطة بأهداف التنمية المستدامة البيئية لإعداد التقرير الوطني حول محاور المؤتمر الرئيسية والمتمثلة في كوكب صحي يوفر الازدهار للجميع والتوصل إلى تعاف مستدام من كوفيد 19.
وتضمنت الورشة تقديم منهجية العمل وعرض لنتائج ورشات العمل التشاورية وعرض لنتائج استطلاع الرأي العام ونقاش حول أهمية تنفيذ الخطط المتعلقة بالتنمية المستدامة البيئية بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة المتفق عليها في الأمم المتحدة.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.