أقرت مصلحة الغابات الأمريكية بأن العديد من الحسابات الخاطئة والأخطاء خلال عمليات الحرق الموصوف الروتينية التي نفذتها تسببت في اشتعال أكبر حرائق غابات في تاريخ ولاية نيو مكسيكو الجبلية غربي البلاد.
وذكرت مصلحة الغابات في مراجعة صدرت يوم الثلاثاء أن الحرق الموصوف، وهو جزء من خطة لإدارة الغابات تهدف إلى تقليص الأشجار وبالتالي تقليل خطر نشوب حرائق أكثر خطورة، تسبب في نشوب حرائق في قمة هيرميتس التهمت بدورها أكثر من 341 ألف فدان في الولاية منذ 6 أبريل.
وأشارت المراجعة إلى أن مديري الإطفاء اتبعوا خطة ضمن الحدود المعتمدة، لكن “الحرق الموصوف كان مشتعلا في ظل ظروف أكثر جفافا مما كانوا يفهمون”.
ودمرت حرائق الغابات، التي تم احتواؤها بنسبة 72 في المائة حتى يوم الثلاثاء، مئات المنازل، ما دفع إلى إجلاء آلاف السكان.
ارتكب أفراد الإطفاء سلسلة من الأخطاء. “لم يوقفوا الاشتعال أو يخمدوا الحرق الموصوف بعد ظهور مؤشرات واضحة على شدة النيران”، واستخدموا توقعات خدمة الأرصاد الجوية الوطنية بدلا من الاعتماد على “الخبرة المحلية” لفهم ظروف الرياح المتغيرة واستخدم البعض ترددا لاسلكيا جعل من المتعذر الوصول إليهم في عدة مناسبات، حسبما أفادت المراجعة.
ووجد التحقيق أن موظفي الإطفاء بالمنطقة شعروا أيضا بالضغط “لإنجاز المهمة”، وهو أمر ربما أدى إلى تحمل مخاطر أكبر.
كما ساهمت عوامل أخرى في الانتشار السريع للحرائق، بما في ذلك التغيرات في ظروف الوقود، والتقليل من شأن سلوك الحرائق المحتمل خارج وحدة الحرق، وإجراء الحريق الموصوف على الطرف الأكثر دفئا وجفافا من الوصفة المحددة.
وأضافت المراجعة أن “الحرق الموصوف يجب أن يظل أداة في صندوق أدواتنا لمكافحتها (حرائق الغابات). وللأسف، فإن آثار تغير المناخ تضيق النوافذ التي يمكن بها استخدام هذه الأداة بأمان”.
وذكر تقرير لشبكة ((سي إن إن)) إن تراكم المشاريع منذ سنوات بسبب إجازات الإدارة خلال الإغلاق الحكومي 2018-2019، ومضاعفات العمل من المنزل خلال جائحة كوفيد-19 والأمر القضائي المتعلق بالبومة المرقطة المكسيكية، تسببت جميعا في الحد من قدرة مصلحة الغابات على إجراء عمليات الحرق الموصوف في السنوات السابقة لربيع 2022.
وأضاف التقرير أن سنوات عديدة من الجفاف، وتجمعات ثلجية محدودة مصحوبة برطوبة أقل من المعتاد، بالإضافة إلى تراكم الوقود، شكلت معا عوامل ساعدت على اندلاع الحرائق.
وقد أعلن رئيس مصلحة الغابات الأمريكية راندي مور يوم الاثنين عن وقف عمليات الحرق الموصوف في أراضي الغابات الوطنية لمدة 90 يوما.
وقال إنه في 99.84 في المائة من الحالات، تسير عمليات الحرق كما هو مخطط لها.
وكتبت حاكمة نيو مكسيكو ميشيل لوجان جريشام في تغريدة على تويتر يوم الثلاثاء تقول إنها “ستواصل العمل لتحميل الحكومة الفيدرالية المسؤولية عن سلامة أهالي نيو مكسيكو” بعد التقصير المشهود من جانب مصلحة الغابات الأمريكية.
تجري مصلحة الغابات الأمريكية حوالي 4500 عملية حرق موصوف سنويا.
Comments are closed.