كشفت صحيفة عبرية، عن خشية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من “التقارب” المحتمل بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي.
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” في افتتاحيتها الجمعة: “هناك في رام الله، يخشون من التقارب في العلاقات بين إسرائيل والسعودية، لكن السلطة الفلسطينية لا تتجرأ على الحديث علنا في هذا الموضوع الحساس، ومهاجمة الأسرة الحاكمة في السعودية، خشية تدهور العلاقات المهزوزة أصلا مع الرياض”.
وذكرت أن “القيادة الفلسطينية قلقة من سياقات التطبيع، التي لن تتضمن ضمانات في المسألة الفلسطينية”.
ونقلت الصحيفة عن “مصادر فلسطينية” قولها؛ إن “التخوف يتصاعد في ضوء التقارير عن تقدم ذي مغزى بين إسرائيل والسعودية قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، في القيادة لا يمكنهم أن يحتملوا فكرة أن تدفع إسرائيل علاقاتها مع الدول العربية إلى الأمام قبل حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، مما يشكل انتهاكا لمبادرة السلام العربية، التي تصدرتها السعودية وتبنتها الجامعة العربية”.
ونبهت المصادر إلى أن “التخوف، أن يُبقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الفلسطينيين في الخلف”.
وأوضح وزير خارجية الاحتلال، مائير لابيد، أن “طيران الرئيس بايدن من هنا (الأرضي الفلسطينية المحتلة) إلى السعودية مباشرة تؤشر بتحسن العلاقات في المنطقة، وفي نهاية المطاف نحن نتطلع للتوصل إلى اتفاق سلام (تطبيع) مع السعودية”.
وأشارت “إسرائيل اليوم”، إلى أن “القيادة الفلسطينية قامت بمحاولات في السنة الأخيرة، لتحسين العلاقات مع الأسرة المالكة وتنظيم لقاءات مشتركة، لكن السعودية لم تعرب عن حماسة زائدة لذلك، بل غضبت من موقف السلطة تجاه الإمارات، بعد تطبيع الأخيرة مع تل أبيب، حيث وصف السلطة تلك الخطوب بالخيانة وطعنة في الظهر”.
تاريخيا، قالت الصحيفة؛ إن العلاقات بين رام الله والرياض كانت جيدة وقوية. وحتى عندما أوقفت دول عربية دعمها الاقتصادي للسلطة، فإن السعودية بالذات واصلت تقديم التبرعات لها بمبلغ 25 مليون دولار في السنة.
ورغم أن العلاقات تاريخيا جدية بين الرياض والسلطة، إلا أن “ولي عهد السعودي قام بتغيير النهج السعودي، واهتزت العلاقات مع رام الله، إضافة أن سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب زادت التوتر”.
وذكرت أن “النقد الحاد الذي وجهه السفير السعودي السابق في واشنطن، بندر بن سلمان، إلى سلوك الفلسطينيين في المفاوضات على مدى السنين، كانت إحدى الإشارات الأولى لتلك الرواسب، إلى جانب ذلك بدأت تظهر تعابير أخرى من جانب السعوديين واتهام السلطة بتفويت فرص السلام”، وفق زعم الصحيفة.
ولفتت المصادر، إلى أن السلطة تخشى فقدان السعودية؛ لأن “تطبيع الرياض مع تل أبيب، سيكون بمنزلة هزة أرضية للقيادة الفلسطينية، التي تقتنع أنه طالما وجد الملك سلمان، لا يمكن للسعودية أن تعلن عن علاقات كاملة وعلنية مع إسرائيل، خوفا على مكانة المملكة في العالم الإسلامي، ومع ذلك، ثمة تخوف من أنه كلما ضعفت قوة الملك، سيسيطر الابن وسيطبع مع إسرائيل”.
وقدرت الصحيفة، أنه “كلما تبددت التوترات بين واشنطن والرياض، فإن فرص السلطة لترميم علاقاتها مع السعوديين ستزداد”.
Comments are closed.