أصدر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) تقريره حول انتهاكات الحريات الإعلامية في فلسطين خلال النصف الأول من العام الجاري 2022.
وبين التقرير أن انخفاضا كبيرا طرأ على عدد الانتهاكات التي رصدها المركز خلال النصف الأول من العام 2022 مقارنة بما كانت عليه خلال النصف الأول من العام الماضي 2021.
وشهدت الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها مدينة القدس المحتلة خلال النصف الاول من 2022 ما مجموعه 247 انتهاكا، مقارنة بما مجموعه 384 انتهاكا خلال النصف الاول من العام 2021 أي بانخفاض بلغت نسبته 36% عما كانت عليه، ويعود السبب الرئيسي في ذلك ان النصف الاول من العام الحالي لم يشهد احداثا كبيرة كالتي شهدتها نفس الفترة من العام الماضي، مثل محاولات الاحتلال تهجير عائلات فلسطينية من الشيخ جراح في القدس، والاعتداءات الاسرائيلية على الاقصى، والعدوان على قطاع غزة، وقتل الناشط الحقوقي نزار بنات على ايدي قوات امن فلسطينية، وردود الفعل الاحتجاجية في الشارع، ادت الى ارتفاع اعداد الانتهاكات ضد الصحفيين الذين غطوا تلك الاحداث.
وارتكب الاحتلال العدد الأكبر من هذه الاعتداءات (195 اعتداء)، أو ما نسبته 79% من مجمل الانتهاكات التي رصدها مركز “مدى” خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري 2022، بينما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة وقطاع غزة 18 اعتداء، تشكل حوالي 7% من مجمل الاعتداءات، أما شركات التواصل الاجتماعي فقد ارتكبت 34 انتهاكا تشكل نحو 13% من مجمل الانتهاكات الموثقة.
وأوضح التقرير أن ما شهده النصف الأول من العام الجاري من انخفاض في ما رصده مركز مدى من انتهاكات، يعود للانخفاض الحاد في أعداد الانتهاكات الفلسطينية والتي انخفضت بنسبة 79% عن الانتهاكات الموثقة خلال العام السابق 2021. كما انخفضت أيضا أعداد الانتهاكات الاسرائيلية –التي وقعت جميعها في الضفة- بمقدار 58 نقطة، وانخفضت أيضا أعداد انتهاكات شركات وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 21% عن العام الماضي 2021.
وطالت الاعتداءات التي سجلت خلال النصف الاول من العام 2022، البالغ عددها 247 اعتداء، ما مجموعه 146(119 صحافياً و27 صحافية).
وكما في أغلب الأعوام، فقد شكلت الانتهاكات الاسرائيلية -التي وقعت ضمن 14 نوعا- النسبة الأكبر من جميع الانتهاكات والأشد خطورة، وكان أبرزها قتل مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، والصحفية لدى إذاعة دريم غفران وراسنة. كما شكلت الإصابة الجسدية (80 اعتداء) النسبة الأكبر من الانتهاكات الاسرائيلية والتي جاءت بنسبة 41% تليها عمليات الاستهداف بمنع التغطية بنسبة 63%، والاعتقال والتوقيف بنسبة 6% من مجمل الانتهاكات الاسرائيلية.
وأوضح مركز مدى من خلال تقريره أن نسبة الانخفاض الحادة في الانتهاكات الفلسطينية يجب أن يكون مؤشراً إيجابيا للاستمرار على هذا النهج يتم تعزيزه لإحداث التحولات تجاه الحريات الإعلامية، حيث انخفضت من 87 انتهاك خلال النصف الأول من العام 2021 إلى 18 انتهاكا خلال نفس الفترة من العام الحالي.
اما انخفاض انتهاكات شركات التواصل الاجتماعي فقد جاء بالدرجة الأولى نتيجة ما يتبعه الصحفيون/ات من رقابة ذاتية على منشوراتهم خوفا من أن يكونوا عرضة لإغلاق حساباتهم أو تقييدها، ولم يعزى بحسب التقرير لحدوث تغييرات على السياسات العامة لهذه الشركات تجاه المحتوى الفلسطيني.
Comments are closed.