حرية حركتها في ” الخط الأزرق” محدودة،. ج. بوست: ستكون اليونيفيل “درع” حزب الله في الصراع المقبل بين لبنان وإسرائيل

قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الخميس، أن الأشهر القليلة الماضية شهدت تطورًا مثيرا للقلق في جنوب لبنان، مثل الارتفاع الصارخ في عدد مواقع جمع الجيش التابعة لحزب الله على الحدود بين إسرائيل ولبنان، والمعروفة باسم “الخط الأزرق”، مشيرة إلى أنه يشكل خطراً واضحاً على شمال إسرائيل.

وتساءلت الصحيفة، عن التأثير الفعلي “لليونيفيل”، وقدرتها على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 الذي يدعم “الترتيبات الأمنية لمنع استئناف الأعمال العدائية، بما في ذلك انشاء منطقة خالية من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة غير نابعة لحكومة لبنان أو قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.

وأضافت الصحيفة، أن حرية حركة اليونيفيل في ” الخط الأزرق” محدودة، بسبب ترهيب “حزب الله” ومحدودية الدعم اللبناني، مم أدى إلى تمكين “حزب الله” من العمل وانشاء قدرة عل قدرة تكتيكية على المراقبة المفرطة والضربات البرية على شمال إسرائيل، وأيضاً إنشاء مواقع تجميع عسكرية علنية مجاورة لإسرائيل والنشر الأمامي لفرق الهجوم البري، مضيفة إلى أن هذا الواقع الهش هو الذي مكن “حزب الله” من الجوم على إسرائيل واندلاع حرب عام 2006.

وفيما يتعلق بالقوات المسلحة اللبنانية، الشريك الاستراتيجي لليونيفيل، قالت الصحيفة أن وجودها لم يؤد إلا إلى زيادة إضعاف الرصد البري للخط الأزرق للقوة المؤقتة.

وأضافت الصحيفة، أن ذريعة الجيش اللبناني بالملكية الخاصة “للخط الأزرق”، منعت اليونيفيل باستمرار من الوصول إلى مساحات متزايدة من الحدود بين إسرائيل ولبنان، مما أدى إلى صد اليونيفيل التدريجي من الخط الأزرق، معتبرة ذلك نتيجة مقلقة لاحترام الجيش اللبناني ل “حزب الله” وتسهيل المصالح الحصرية للجهات الفاعلة المسلحة غير الحكومية المدعومة من إيران، متهمة إياه أنه يعمل كبوق ل “حزب الله” في تمكين التدهور المستمر لجوهر قرار مجلس الأمن رقم 1701 لمنع الأعمال العدائية.

كما رأت الصحيفة، أن المراقبة الجوية التي تقوم بها “اليونيفيل” غير فعالة في الحد من النشاط العسكري لحزب الله، كما أوضح تقرير 14 يوليو المقدم إلى الأمم المتحدة.

وأوضحت الصحيفة، أنه بينما كانت “اليونيفيل” تراقب ثلاثة ميادين إطلاق نار غير مأذون بها في المنطقة الخاضعة لمسؤولية القوة، ادعت أنها غير قادرة على التحقيق في الانتهاكات. وبالمثل، منعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان باستمرار من الوصول إلى المواقع المعروفة “للانتهاكات الجسيمة للقرار 1701، بما في ذلك مواقع الدخول اللبنانية إلى حزب الله عبر أنفاق الخط الأزرق الهجومية إلى إسرائيل، والتي تم تحييدها من قبل الجيش الإسرائيلي (2018-2019)، ونقاط قصف صواريخ حزب الله ضد إسرائيل (مثل الحادث الذي وقع في بداية العام الدراسي الإسرائيلي). 1 سبتمبر 2019).

وأوضح تقرير تقييم لليونيفيل للأمين العام للأمم المتحدة في يونيو 2020 بوضوح تام أن هذا “جزء أساسي من ولايتها” ويمكن أن يؤثر على قدرة اليونيفيل على “منع الإجراءات من قبل الأطراف التي يمكن أن تقوض وقف الأعمال العدائية”.

علاوة على ذلك، كان تقرير الأمم المتحدة واضحا بشأن مسؤولية الحكومة اللبنانية عن “توفير الوصول دون عوائق إلى جميع المناطق التي تقرر اليونيفيل أنها ذات أولوية”، ومع ذلك لم يتحقق شيء من هذا، وتواصل اليونيفيل استثمار التمويل الدولي في بناء قدرات القوات المسلحة اللبنانية، حسب الصحيفة.
وأردفت الصحيفة، أنه أنشئ في سريبين (على بعد 5 كيلومترات تقريبا شمال إسرائيل) موقع حديث لفوج حدودي نموذجي جديد، يموله الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبمساعدة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. وقد خلق التنصيب فرصة أخرى لليونيفيل (فرنسا والاتحاد الأوروبي) للتعبير مرة أخرى عن دعمها للجيش اللبناني، مع تجاهل الحقائق على الأرض – فالجيش اللبناني يعمل كأداة لحزب الله على هواهم وتحت تصرفهم.

وتابعت الصحيفة، أن التطور الحالي على “الخط الأزرق” على التأكيد على الواقع الناشئ المتمثل في العودة الكاملة للبنية التحتية العسكرية لحزب الله والقدرة على شن هجمات برية إلى شمال إسرائيل. ويشمل ذلك ما لا يقل عن 16 موقعا لجمع المعلومات الاستخبارية (موجودة في حاويات مصنوعة خصيصا) ورصد علم “أخضر بلا حدود”.

ووصفت الصحيفة، ذلك غطاء ساخر للنشاط العسكري الذي يواجه كمشروع للغابات الإيكولوجية، بالإضافة إلى ذلك، شهدت الأشهر القليلة الماضية ارتفاعا في وجود شباب يرتدون ملابس عسكرية يخدمون على الأرجح في وحدة “حزب الله” المسماة “رضوان”، والذين سيكونون مسؤولين عن التسلل إلى إسرائيل ومهاجمة الأصول الحيوية بمجرد إصدار الأوامر بذلك.

واعتبرت الصحيفة، ذلك بيئة تشغيلية جديدة تماما، تذكرنا بعام 2006، وهو تطور لا تستطيع اليونيفيل التعامل معه – ليس في المنع أو الإصلاح، والحقيقة هي أن اليونيفيل، على الرغم من أنها “تضع الساعات”، إلا أنها غير ذات صلة فيما يتعلق بالتحديات النامية على الحدود الشمالية لإسرائيل أو التهديد المتزايد المحتمل للبنان. في الواقع، من نواح كثيرة حجمها وحالتها الذهنية البيروقراطية (خاصة فيما يتعلق بالإبلاغ عن الانتهاكات) لا تخدم إلا كعائق استراتيجي أمام مهمتها الرئيسية – المشاركة المستمرة لمنع التصعيد.

وتابعت الصحيفة، أن السنوات القليلة الماضية تحول القوة إلى “أبيض” متنامي: فهي لا تستطيع منع انتهاكات الخط الأزرق (تم رفض وصول اليونيفيل)، وهي غير قادرة على ردع مخالفات “حزب الله” الواضحة (مثل نشاط المشاة الخفيفة في رضوان)، وغير قادرة على التراجع عما هو واضح أنه جهد كبير لجمع المعلومات الاستخباراتية ل “حزب الله”.

إن جهود حزب الله الرامية إلى إعادة التفوق التكتيكي للخط الأزرق إلى مستويات ما قبل يوليو 2006 لا تؤدي إلا إلى زيادة توترات الخط الأزرق.

ورأت الصحيفة، أن مناقشة مستقبل “اليونيفيل” في الأمم المتحدة، هي لحظة مناسبة للنظر في تقليص حجم القوة.

وختمت الصحيفة، أن ذلك يمكن أن يكون بمثابة رسالة واضحة إلى اللبنانيين لتحمل المسؤولية، أو على الأقل لمنع اليونيفيل من العمل ك “درع بشري” لحزب الله في صراع مدمر محتمل، بسبب خضوع الجيش اللبناني ل “حزب الله”، وعدم أهمية “اليونيفيل” وتقصيرها في مهمتها “لمنع استئناف الأعمال العدائية.

Comments are closed.