تشهد ملاجئ الكلاب في قبرص تخمة لافتة لا تقتصر أسبابها على تخلي كثر عن حيواناتهم الأليفة التي تبنوها خلال جائحة كوفيد-19، بحسب ما لاحظ بعض المتطوعين، بل تشمل كذلك مضاعفات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست).
أوكدت مونيكا ميتسيدو من منظمة “دوغ ريسكيو سايبروس” أن ملاجئ الكلاب “ممتلئة بالكامل”.
ووصفت ميتسيدو الوضع الراهن بأنه “غير مسبوق”، ملاحِظةً في تصريح لوكالة الأنباء القبرصية أن كثراً تبنوا كلاباً “عندما لم يكن ينبغي أن يفعلوا” خلال جائحة كوفيد -19،
فخلال مرحلة تطبيق التدابير الصارمة التي فرضتها السلطات القبرصية بهدف احتواء تفشي فيروس كورونا عام 2020 وفي مطلع 2021، كان إخراج الكلاب في نزهات أحد الحالات القليلة التي كان يُسمح فيها للأشخاص بمغادرة منازلهم.
واعتبرت المتطوعة في الجمعية القبرصية لحماية الحيوانات ورعايتها إيفيتا خارالمبوس أن تراجع الإقبال على تبني الكلاب يعود إلى “الوضع الاقتصادي” وإلى البريكست، مشيرة إلى أن قبرص تواجه “مشكلة كبيرة”.
لكنها أوضحت كذلك أن الناس لا يبادرون إلى إخصاء كلابهم، وأن ثمة صعوبات في إيجاد شقق قابلة لإيواء الحيوانات الأليفة.
وأفاد متطوعون بأن الطلب على تبني الكلاب القبرصية انخفض بشدة، لا سيما في بريطانيا التي تشكّل عادة الوجهة الأولى للكلاب من الجزيرة الواقعة شرق البحر المتوسط.
وقالت المتطوعة في مؤسسة “سيفينغ باوند دوغس سايبروس” غير الربحية كونستانتينا كونستانتينو “لقد أثر البريكست علينا بشكل كبير”.
وأوضحت لوكالة فرانس برس أن “المعاملات الإدارية باتت اكثر تعقيدا”، وارتفعت أيضاً بشكل كبير تكاليف تسفير الكلاب ما صعّب على البريطانيين إحضار كلاب من قبرص العضو في الاتحاد الاوروبي.
وأشارت التقديرات إلى وجود أكثر من ثلاثة آلاف كلب في ملاجئ بمختلف أنحاء قبرص.
داخل الحظائر في مأوى تديره “سيفينغ باوند دوغس سايبروس” بضواحي العاصمة نيقوسيا، تداخلت أصوات النباح، فيما انصرفت بعض الكلاب إلى نبش الأرض.
وفي ملجأ آخر خارج نيقوسيا، تديره “سيمبا أنيمال إيد سايبروس”، كانت مجموعة كلاب تلعب في حظيرة كبيرة، بينما راحت أخرى تبحث عن ملاذ مظلل تفيء إليه تحت حرارة الصيف، أو تنهل الماء من دلو.
وقال أندرياس تسافيلاس (43 عاماً) من “سيمبا” إن عدد الكلاب الشاردة “في ازدياد دائم” بسبب “الأزمة الاقتصادية وعوامل أخرى”.
وشرح لوكالة فرانس برس أن الملجأ يستقبل “ما بين خمسة كلاب و20 كلباً في الأسبوع تعثر عليها البلديات شاردة في الشوارع” ثم تنقلها إليه.
لكنه رأى أن “ما مِن بيانات كافية” تثبت مقولة أن الناس تبنوا كلاباً خلال الجائحة كذريعة للخروج من منازلهم، مقللاً من شأن هذا الانطباع.
ولاحظ أن “حالات التخلي عن الكلاب كانت دائماً موجودة، ولا تقتصر على مرحلة الجائحة”.
ودعا متطوعون السلطات إلى تطبيق التشريعات المتعلقة برعاية الحيوانات والحد من الأعمال غير القانونية التي يلجأ إليها الصيادون غالباً كتهجين الكلاب وتركها في الشارع.
وطالبت كونستانتينو من “سيفينغ باوند دوغس سايبروس” الحكومة “باتخاذ قرارات جادة … وإجراءات لجعل خصي (الكلاب) قانوناً”، مضيفةً أن ثمة حاجة إلى مزيد من الفحوص في ما يتعلق باستيراد الكلاب.
واعتبر آخرون أن معضلة الكلاب الحالية تسلط الضوء على قضية مختلفة.
وقال خارالمبوس لوكالة الأنباء القبرصية إن “إرسال (الكلاب) إلى الخارج ليس هو الحل (…) بل هو بمثابة إخفاء للمشكلة ليس إلاَ”.
Comments are closed.