بات في حكم المرجح أن العلاقة بين الجناح السياسي في حركه حماس والحكومة السورية دخلت في حاله التوتر والتأزيم مجددا مما ساعد فيه تقليص مساحات المبادرات التي كانت تدعو لمصالحة بين الدولة السورية وحركة حماس.
وثمّة ما يوحي في مشهد الاتصالات بين الجانبين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بأن فرصة تطوير العلاقات ونموها وإكمال وساطة بدأ بها حزب الله اللبناني تحت عنوان المصالحة بات مشوارا صعبا للغاية في ظل الخلافات والتعقيدات التي ظهرت بعد المواجهة الأخيرة لثلاثة أيام بين حركة الجهاد الاسلامي والعدو الإسرائيلي.
ولاحظت هنا قيادات في حركة حماس بأن الحكومة السورية الرسمية تحت عنوان “عدم المشاركة في المواجهة العسكرية الأخيرة” لجأت رسميا لإصدار بيانات تنتقد الحركة وتتّهمها.
ومن الواضح أن مرحلة ما بعد المواجهة الأخيرة تشهد حالة من تراجع الإتصالات لا بل تقلص المبادرات الساعية لمصالحة. وهي مصالحه كانت قد تبرمجت على أعتاب مبادرة لحزب الله اللبناني وايضا للحرس الثوري الإيراني في اطار دعم لفكره عوده حماس الى الحضن السوري وكسر الجمود بين الجانبين. لكن هذه العملية توقفت الآن بعد صدور بيانات سوريه رسمية ب”خيانه حماس للمقاومة” وفي ظل صعود النغمات السياسية او التكتيكات السياسية في خطاب حركه حماس. والدليل الإضافي على توتر محور المصالحة وإنعاش العلاقات بين الحركة والجانب السوري هو الانتقادات التي وردت على لسان مسؤولين سياسيين في حماس مؤخرا لموقف دمشق من مسار الأحداث الأخيرة.
وبعض الخلافات التي ظهرت أيضا داخل قطاع غزة مع حركه الجهاد الاسلامي بسبب المواجهة الأخيرة، وهي خلافات تم إستدراكها لكن جدار العلاقة متصدع تماما اليوم بين حماس وسورية بدلالة أن الجناح السياسي لا يوجد بينه وبين السوريين أي اتصالات وبدلالة ان حزب الله أبلغ قيادات في حماس بأن مبادرته نحو مساعي المصالحة تم تجميدها علما بأن وفد من الحركة يستعد لزياره مهمة إلى طهران برئاسة إسماعيل هنيه، وهي زيارة الهدف منها تأسيس حوار ومصارحة حقيقيه مع الإيرانيين وإستعراض للخلافات والإمكانية لتطوير العلاقات بعيدا عن التجاذب السياسي أيضا.
ومن المرجح أيضا في نفس السياق أن فرصة تطوير العلاقات والمصالحة أصبحت أصعب بعد تخلّي الطرفين اللبناني والإيراني عن هذه المساحة وعن جهود ومبادرة المصالحة وتطوير الاتصالات خصوصا وأن المسؤول في حماس عن مكتب الشؤون الخارجية والقيادي البارز خالد مشعل لديه انتقادات مستمرة للموقف السوري من الحركة ويعتبر من الشخصيات التي لا تُريد دمشق التعامل والتعاون معها، وهو من انعكس مؤخرا على بعض إتصالات حماس حتى بحزب الله اللبناني، وهذا الملف يبحث بكثافه الآن والاعتقاد سائد بأنه تأثّر بمجمل تطوّرات الخطاب السياسي في حركه حماس مؤخرا وباتصالات جرت عبر طرف ثالث بين قيادات سياسية في الحركة وبعض الدوائر الأوروبية والأمريكية واتصالات أخرى قيل إن لها علاقة بملف تطوير العلاقات بين حركه حماس والسعودية وبرعاية قطرية.
Comments are closed.