أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر أن إسرائيل تمارس ليس إهمالاً طبيًا بحق الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد، بل إنها تمارس سياسة “إعدام بطيء بحقه”، ما يتطلب موقفًا حازمًا بالضغط على إسرائيل للإفراج عنه.
وشدد أبو بكر ، على أن الحديث عن الذهاب إلى محاكم الاحتلال للمطالبة بالإفراج عن أبو حميد، أمر لا جدوى منه، وهو “تضييع للوقت”، في ظل تعنت الاحتلال بشأن قضيته، رغم خطورة حالته الصحية، مشيرًا إلى أن أهالي القتلى الإسرائيليين التي تتهم إسرائيل أبو حميد بالمشاركة بعمليات بقتلهم، اعترضوا على الإفراج عنه، بل وطالبوا بإعدامه.
وحول الحالة الصحية لأبو حميد، أكد أبو بكر أن السرطان آخذ بالانتشار في جسده، وانتشر في العظام، ووصل مؤخرًا لعموده الفقري، مشيرًا إلى أن إسرائيل ورغم ذلك ترفض الإفراج عنه، ورفضت الجهود السياسية لتي تحركت بها القيادة الفلسطينية،وكذلك الضغوط التي تمارسها الأردن ومصر.
وكان نادي الأسير الفلسطينيّ أكد أول أمس الثلاثاء، أنّ تطورات خطيرة طرأت على الوضع الصحيّ للأسير أبو حميد القابع في سجن “الرملة”، حيث بدأ يعاني من فقدان شبه كليّ للحركة، وآلام شديدة في العمود الفقري، وتفاقم لأعراض صحية أخرى.
وتأتي هذه التطورات الخطيرة، مع إعلان اللجنة المختصة للنظر في طلب الإفراج عنه بتأجيل الجلسة التي تقرر عقدها وذلك للمرة الثانية، بعد اعتراض تقدمت به نيابة الاحتلال، وعائلات من جنود الاحتلال، وجرى تأجيل الجلسة حتّى السادس من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
يذكر أنّ الأطباء في مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيليّ، كانوا قد سلّموا الأسير ناصر أبو حميد تقريرًا طبيًا نهائيًا بعد فحوص طبية أخيرة خضع لها، وأوصوا فيه بالإفراج عنه في أيامه الأخيرة.
واجه الأسير أبو حميد ظروفًا صحية صعبة جرّاء الإصابات التي تعرض لها برصاص الاحتلال، حتّى ثبتت إصابته خلال العام الماضي، بسرطان في الرئة، ومنذ ذلك الوقت والأسير أبو حميد يواجه رحلة جديدة في الأسر، أساسها جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، واليوم وصل المرض إلى مراحله الأخيرة، وبحسب تقرير طبي أخير فإن ناصر في أيامه الأخيرة.
يُشار إلى أنّ الأسير أبو حميد (50 عامًا)، والمحكوم بالسّجن المؤبد 7 مرات و(50) عامًا، واحد من بين 600 أسير مريض في سجون الاحتلال، من بينهم (23) أسيرًا يعانون من الإصابة بالسّرطان والأورام بدرجات متفاوتة، ويواجهون جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، علمًا أنّه ومنذ عام 1967 اُستشهد 73 أسيرًا/ ة في سجون الاحتلال نتيجة لجريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء)، وهم من بين (231) شهيدًا من شهداء الحركة الأسيرة.
وإلى جانب اعتقال ناصر، فإن له أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد، ثلاثة منهم اُعتقلوا معه إبان انتفاضة الأقصى، وهم: نصر، ومحمد، وشريف، ولهم شقيق خامس اُعتقل عام 2018 وهو إسلام والذي يواجه كذلك حُكمًا بالسّجن المؤبد، و8 سنوات، وشقيق آخر شهيد وهو الشهيد عبد المنعم أبو حميد الذي ارتقى عام 1994، بينما تعرضت والدتهم مرات عديدة للحرمان من زيارتهم عدا عن التنكيل الذي لحق بالعائلة على مدار عقود مضت، كما أنهم فقدوا والدهم خلال سنوات أسرهم، وتعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات وكان آخرها عام 2019.
Comments are closed.