تستعد الفصائل الفلسطينية للسفر إلى الجزائر استجابة لدعوة تلقتها من الخارجية الجزائرية للمشاركة في حوارات وطنية فلسطينية من أجل المصالحة.
وأكد القيادي في حركة “حماس” صلاح البردويل في تصريحات خاصة لـ “عربي21″، أن الخارجية الجزائرية قدمت ورقة تمهيدية للفصائل وصفها بأنها بمثابة الأرضية التي تتضمن القواسم المشتركة لاستئناف حوار من شأنه أن يقود إلى بيان ختامي يدعم خيار الوحدة وإنهاء الانقسام.
وذكر البردويل أن برنامج الحوار كما بلغهم سيكون أولا في شكل اجتماعات ثنائية بين الفصائل والخارجية الجزائرية على أن يتم في الختام لقاء جامع بحضور الخارجية الجزائرية يتم فيه التوافق على بيان ختامي يتضمن المتفق عليه بين الفصائل.
وشدد البردويل أن “كل ما تريده حماس من حوارات المصالحة التي ستجري في الجزائر على مدى ثلاثة أيام، هو التوصل إلى مصالحة حقيقية تقوم على إصلاح البيت الفلسطيني، أي منظمة التحرير بما يضمن مشاركة الكل الفلسطيني، وبرنامج وطني مشترك لمواجهة الاحتلال وأن تغادر السلطة مربع التنسيق الأمني وتنخرط مع شعبها في مواجهة الاحتلال”.
وعما إذا كان المصريون المعنيون بملف المصالحة الفلسطينية على علم بالورقة الجزائرية المقدمة للفصائل، قال البردويل: “نعم المصريون على علم بكل هذه الجهود، والجميع يحترم ويحرص على إنجاح الجهود الجزائرية في لم الشمل الفلسطيني”.
ونفى البردويل وجود أي لقاءات لوفد حماس الذاهب إلى الجزائر مع أطراف عربية أخرى، وأكد أن زيارة الجزائر فقط للمشاركة في جلسات الحوار الوطني الفلسطيني لا غير.
وكان سفير فلسطين في الجزائر فايز أبو عيطة، قد كشف النقاب في وقت سابق عن أن لقاء موسعا بين الفصائل الفلسطينية، سيعقد في الجزائر خلال النصف الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لبحث ملف المصالحة وإنهاء الانقسام المستمر منذ عام 2007.
وفي 6 ديسمبر/كانون الأول 2021، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون اعتزام بلاده استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية، ولاحقا استقبلت وفودا تمثّل الفصائل.
وتعاني الساحة الفلسطينية، منذ صيف 2007، من انقسام سياسي وجغرافي، حيث تسيطر “حماس” على قطاع غزة، في حين تُدار الضفة الغربية من طرف الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة “فتح” بزعامة الرئيس عباس.
وتأتي اجتماعات المصالحة الفلسطينية الجديدة في سياق استعداد الجزائر لاستضافة القمة العربية مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، والتي تراهن عليها الجزائر لتكون خطوة في طريق لم الشمل العربي.
Comments are closed.