أبو بكر: نحن نعيش مرحلة إعدام الأسرى الفلسطينيين

“جئتكم من فلسطين النازفة دماً ووجعاً، حاملاً ملف الأسير المريض القائد ناصر أبو حميد، المصاب بسرطان الرئة، والذي امتد وانتشر في كل أنحاء جسده، فاستيقظت فجراً وبدأتُ بترتيب أوراقي وملفه الطبي، لأقدمه لكم وأمامكم، فجاء الخبر من الأرض المقدسة، روح ناصر تتمرد على الاحتلال والسجان وينتزع حريته، فترك جسده في المستشفى الاسرائيلي “اساف هيروفيه”، وصعدت روحه إلى السماء، ليقضي شهيداً على درب الحرية بجريمة طبية اسرائيلية حاقدة”.

هذا ما استهل به رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، كلمته أمس الثلاثاء في دورة الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في المملكة العربية السعودية، بحضور ومشاركة كافة الدول الاسلامية ومنظمات دولية.

وأكد أبو بكر أمام الحاضرين على تصميم حكومة الاحتلال الاسرائيلي وأدواتها السياسية والعسكرية، على قتل واغتيال الأسير الشهيد أبو حميد، بتركه فريسة لمرض السرطان، الذي تفشى بوحشية في جسده على مدار عام ونصف تقريباً، ولم يقدم له العلاج الجدي والحقيقي، واحتجز في مكان يفتقد لكل المقومات الطبية والعلاجية ” ما يسمى مستشفى سجن الرملة “.

وأوضح اللواء أبو بكر أنه على مدار الشهور الماضية ونحن نحذر من خطورة حالة ناصر، وادارة سجون الاحتلال واستخباراتها تعلم جيداً أن كل دقيقة تمر عليه وهو بهذه الوضعية تقربه سريعاً من الموت، وكان هناك العديد من المطالبات الفلسطينية لاطلاق سراحه بهدف انقاذ حياته، وذلك عبر العديد من المؤسسات الدولية : الامم المتحدة، منظمة حقوق الإنسان ومنظمة الصحة، ولكن للأسف لم يثمر ذلك، فقدنا ناصر ولم نتمكن من تحقيق أمنية والدته بأن يقضي أوقاته الأخيرة في حضنها، علماً أن الأطباء الاسرائيليين تحدثوا علناً بأنه لم يتبقى له إلا أيام قليلة، لكن سلطات الاحتلال رفضت بشكل قاطع الإفراج عنه.

وأضاف أبو بكر “إسرائيل مصرة على مواصلة جريمتها، وترفض تسليم جثمانه، وتضيفه إلى قائمة 10 جثامين أسرى أستشهدوا داخل الأسر ولا زالت جثامينهم محتجزة.

وأشار اللواء أبو بكر في كلمته الى أن السجون والمعتقلات الاسرائيلية تعيش حالة من الغليان والتوتر، والأسرى يعيشون حالة من الحزن والغضب، حيث تعالت تكبيراتهم وطرقوا الأبواب، ورفضوا استقبال وجبات الطعام.

وطالب اللواء أبو بكر دول منظمة التعاون الاسلامي وكافة دول العالم، بالتحرك العاجل والحشد القوي لمعاقبة “إسرائيل” على جرائمها بحق الاسرى وكافة أبناء الشعب الفلسطيني، ووجوب أن يكون هناك تدخل للافراج عن الأسرى المرضى، وفي مقدمتهم الحالات الصعبة والخطيرة كالأسير وليد دقة، فؤاد الشوبكي، أحمد مناصرة، و اسراء جعابيص.

كما تحدث أبو بكر عن مجمل قضية الأسرى، وعرض احصائيات تعري جرائم الاحتلال وهمجيته وتفرده بأبناء الشعب الفلسطيني، حيث لا زال يعتقل 4700 أسير، يحتجزون في 23 سجناً ومركز توقيف وتحقيق، منهم 25 أسيراً معتقلين قبل توقيع إتفاقية أوسلو أقدمهم الأسيرين كريم وماهر يونس المعتقلين منذ عام 1983 اللذان سيتحرران الشهر القادم بعد أن امضيا 40 عاما في الاسر، و34 أسيرةً، و150 طفلاً قاصراً، و 552 صدرت بحقّهم أحكامًا بالسّجن المؤبد ( مدى الحياة )، و 600 أسير يعانون من أمراض بدرجات مختلفة، وبحاجة إلى متابعة ورعاية صحية وتدخلات طبية عاجلة، منهم 24 أسيرًا مصابين بالسرطان وأورام مختلفة، كما تحتجز سلطات الإحتلال 835 معتقًلا إداريًا ( دون تهم أو محاكمات) بينهم 5 أطفال وأسيرتين، ومن بين عدد الاسرى الإجمالي هناك 320 أسيراً مضى على إعتقالهم 20 عاماً واكثر بشكل متواصل.

Comments are closed.