بقلم: حمادة فراعنة
حينما أقول أن ألمانيا وفرنسا تنأى بنفسيهما عن الصراع الأميركي البريطاني من طرف والروسي الصيني من طرف آخر ، فهذا ليس رغبات، بل قراءة موضوعية لحيثيات جارية، وتطلعات أوروبية متوقعة، تمليها المصالح، وتفرضها المعطيات.
عضو البرلمان الفرنسي نيكولا دوبون إينيون المرشح الرئاسي السابق، قال إن فرنسا يجب أن تنأى عن الصراع الدائر في أوكرانيا، لأن هدف الرئيس زيلينسكي لم يعد الدفاع عن بلاده، وإنما تحول إلى أداة لتدمير روسيا، وهو يُضحي بشعبه مقابل ذلك.
إضافة إلى هذا قال: “نحن ندفع الثمن، وندمر أوروبا، والدفاع عن أوكرانيا، يجب أن يكون بدون أن تنتحر أوروبا مع أوكرانيا”.
ما يقوله النائب الفرنسي يعكس عدم الارتياح الفرنسي والأوروبي لما يجري من سياسات أميركية تستهدف التضحية بأوكرانيا وأوروبا، مقابل توريط روسيا واستنزافها، لتحول دون إعادة سياسة القطبين وبقاء واشنطن مهيمنة مسيطرة على المشهد السياسي والاقتصادي والعسكري الدولي، وهو ما تعمل موسكو لرفضه وتغييره.
لماذا يقف قطاع من العرب مع روسيا، طالما هي تجتاح أراضي أوكرانيا؟؟.
أولاً كما قال النائب الفرنسي: إن منطقة الدونباس ناطقة باللغة الروسية، وكانت حتى عام 1991 جزءاً من الاتحاد السوفيتي، وأهلها أغلبهم من الروس.
ثانياً وقوف المستعمرة الإسرائيلية إلى جانب نظام الرئيس زيلينسكي، لا يعود لأن قضية أوكرانيا عادلة، بل لأن قادتها من اليهود: الرئيس، ورئيس الوزراء، ومدير المخابرات.
ثالثاً لأن انتصار روسيا في أوكرانيا تعني هزيمة وإضعاف للأميركيين، وانعكاس ذلك على وضع المستعمرة ودورها ومكانتها التي تعتمد على القدرات الأميركية في بقاء قوتها وهيمنتها واحتلالها لأراضي ثلاثة بلدان عربية: فلسطين وسوريا ولبنان.
لذا لنا مصلحة وطنية وقومية في نجاح روسيا وانتصارها وهزيمة واشنطن ومعها المستعمرة وأداتهم في أوكرانيا: نظام زيلينسكي حليف المستعمرة وأداتها في تمرير الإضعاف الروسي، والتآمر عليها وإضعافها، لتبقى واشنطن مسيطرة متنفذة وفرض سياساتها ومصالحها ورؤيتها، ومن ضمنها دعم المستعمرة الإسرائيلية وتفوقها.
واشنطن تملك القدرات الإعلامية المتنفذة، والرشاوي المالية لصحفيين ومتابعين ولمؤسسات مجتمع مدني، ليبق صوتهم مرتفعاً ضد “الغزو” الروسي، بينما نشهد تجميد المشهد السياسي وكل ما يتصل بفلسطين، باستثناء التضحيات ونزيف الدم الفلسطيني الذي يسيل ويروي فلسطين بكل سخاء ووعي وكرامة، على يد المجرمين الإسرائيليين: جيش ومستوطنين وأمنيين وحتى من مدنيين، فالهدف واحد جعل فلسطين طاردة لأهلها وشعبها ومواطنيها.. فهل يفلحوا؟؟ هل ينتصروا؟؟ هل يحققوا ما يريدون؟؟.
Comments are closed.