تتشعب أزمة “الوثائق السرية” في الولايات المتحدة بشكل متسارع، وتتحول إلى أداة في الصراع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في وقت تشهد فيه البلاد تورط رئيسين من الحزبين في هذا الملف. وفقا لـ “روسيا اليوم”.
العثور على وثائق سرية في مرآب الرئيس الحالي جو بايدن، وفي مكتبه، وتعود لفترة تسلمه منصب نائب الرئيس، قبل نحو 5 سنوات، أدخلت بايدن والحزب الديمقراطي في الأزمة ذاتها التي يعانيها سلفه دونالد ترامب والحزب الجمهوري.
محاولة بايدن التقليل من أهمية الكشف عن الوثائق، وتفسيره للأمر على أنه “قلة انتباه”، لم تكن كافية وسط تلقف الجمهوريين للقضية، ومنحها بعدا سياسيا وجنائيا، وهو ما سبق أن فعله الديمقراطيون إزاء أزمة الوثائق التي عثر عليها في حوزة الرئيس السابق دونالد ترامب.
هكذا أعاد الجمهوريون ملف هانتر نجل بايدن، الذي كشفت تقارير أنه عُثر في حاسوب عائد له نسيه في ورشة إصلاح في مدينة ديلاوير، عام 2020، على عدد من الرسائل الإلكترونية والوثائق المالية التي تبادلها مع عائلته وشركائه، وتسلط الضوء على كيفية استخدام نجل جو بايدن نفوذه السياسي في ممارسة أعمال في دول أخرى.
وجرى الربط بين كشف الوثائق في مرآب بايدن، مع ملف نجله، حين كشفت تقارير إعلامية أن هانتر كان يستطيع الوصول لمرآب المنزل في ويلمنغتون، الذي عثر فيه على الوثائق السرية.
نواب في الحزب الجمهوري سارعوا إلى طلب التحقيق في ملف هانتر على ضوء التطورات الحديثة، خاصة بعد سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، وهو ما سيكون له تداعيات سياسية سلبية على بايدن.
النائب الجمهورية مارجوري تايلور غرين طالبت بتشكيل لجنة للتحقيق مع “آل بايدن”، بل أكثر من ذلك طالبت بعزل الرئيس.
بينما تلقف ترامب الأمر ليطالب مكتب التحقيقات الفيدرالي بمداهمة منازل بايدن، بل حتى البيت الأبيض.
الجمهوريون أشاروا إلى تصريحات بايدن بشأن ملف الوثائق السرية المرتبط بترامب، الذي نقل تلك الوثائق “بطريق الخطأ” ـ حسبما يقول الجمهوريون ـ إلى مقر إقامته، ويقارنون ذلك بما تم الكشف عنه ويظهر فيه بايدن في الموقف ذاته.
ترامب.. الملف ذاته
قضية الوثائق السرية المرتبطة ببايدن، اتخذت مسارا خطيرا بالنسبة للرئيس خاصة بعدما تم تعيين مدع عام للتحقيق فيها، والمعلومات التي أشارت إلى أن هانتر كان يستخدم عنوان منزل والده في ويلمنغتون، على أنه عنوان إقامته الدائمة.
وارتفعت نداءات تطالب الكونغرس بالتحقيق مع بايدن بتهمة “إساءة التعامل مع وثائق رسمية”.
ومع مطالبات الجمهوريين بتحقيق في القضية، سيؤدي ذلك أيضا إلى تعقيد ملف الوثائق المرتبطة بترامب، إذ أن السلطات تحقق في فضيحة مماثلة تطال الرئيس السابق.
غير أن الأمر مع ترامب يتخذ طابعا مغايرا في بعض التفاصيل، إذ أن ما تسرب من معلومات عن الرئيس الذي شكل وأنصاره سابقة باقتحام الكابيتول، يشير أيضا إلى أنه تعامل بالطريقة الغرائبية ذاتها مع تلك الوثائق، إذ كشف كتاب جديد (confidence man) أن ترامب كان يحاول إتلاف تلك الوثائق عبر رميها في المرحاض، وذكر الكتاب الذي يتتبع أبرز محطات حياة ترامب، أن موظفي البيت الأبيض اكتشفوا مرات عدة المرحاض مسدودا بأوراق يعتقد أن ترامب حاول إتلافها بتلك الطريقة.
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي دهم في أغسطس الماضي مقر إقامة ترامب في فلوريدا، وأعلنت السلطات وقتها أنه تم العثور على “آلاف الوثائق السرية” التي احتفظ بها ترامب ولم يُعدها عندما غادر البيت الأبيض، وبعض الوثائق تتعلق بالأمن القومي الأمريكي.
Comments are closed.