ما هو الرد الفلسطيني؟

بقلم: حمادة فراعنة

يتضح أكثر فأكثر برنامج المستعمرة في بلع فلسطين تدريجياً: إعلان المستعمرة عام 1948 على ثلثي أرض فلسطين، استكمال احتلالها عام 1967، زرع المستوطنات في مناطق 67، ضم مدينة القدس وصولاً إلى برنامج يتضمن أن القدس الموحدة عاصمة لهم، وأن الضفة الفلسطينية جزء من خارطة المستعمرة كما جاء في نص برنامج حكومة نتنياهو الائتلافية:
“للشعب اليهودي حقاً حصرياً، غير قابل للتقويض على كل مناطق إسرائيل (كامل خارطة فلسطين)، وستعمل الحكومة على تطوير الاستيطان في جميع أرض إسرائيل، في الجليل والنقب والجولان ويهودا والسامرة- الضفة الغربية”، لا يوجد وضوح أكثر من هذا الوضوح البرنامجي لحكومة التطرف والاحتلال الإسرائيلي.
فهل ارتقى الرد الفلسطيني لمستوى فعل قادة وبرنامج وائتلاف حكومة المستعمرة؟؟.
التوجه نحو الأمم المتحدة، فعل ضرورة على المستوى الدولي، ولكن الفعل الفلسطيني على الأرض، في الميدان، في المواجهة هو الأساس. لقد كان الرد الفلسطيني على اقتحام شارون عام 2000 إنفجار انتفاضة الاقصى، بقرار وفعل الفصائل الفلسطينية من “فتح” و”حماس” و”الجهاد” إلى “الشعبية” و”الديمقراطية” وباقي الفصائل، كل منهم وفق قدراته وإمكاناته.
اليوم، في مواجهة برنامج الاحتلال المتطرف، يحتاج لفعل فلسطيني يرتقي لمستوى الفعل الإسرائيلي، لتقويضه تمهيداً لهزيمته، وهذا لن يتم،ولن يكون بدون إنهاء حالة الانقسام، وإلغاء مظاهر الانقلاب الذي قادته “حماس” وسيطرتها المنفردة على قطاع غزة، وإنهاء انفراد حركة “فتح” على سلطة رام الله، وعلى مؤسسات منظمة التحرير، لتكون جميع الفصائل ال “14” شركاء في الإدارة الفلسطينية، في قيادة منظمة التحرير وسلطتها وحكومتها الموحدة.
الفلسطينيون بحاجة لوحدة تشمل ثلاثة عناوين: 1- برنامج سياسي مشترك، 2- مؤسسة تمثيلية واحدة في إطار منظمة التحرير، 3- أدوات كفاحية متفق عليها، هذا هو المطلوب، هذا هو الرد، فالوحدة والتحالف والائتلاف هو الرافعة للنضال الفلسطيني الذي يرتقي لمستوى الفعل الإسرائيلي كي يتفوق عليه.
منذ سنوات الفعل الفلسطيني المقاوم يعتمد على مبادرات شبابية من الشباب والصبايا، مبادرات فردية أغلبها غير منظم، غير منتمي للفصائل، رداً من أفعال شبابية ترفض الإذعان وقبول الاحتلال، مثلما ترفض التكيف مع ما هو قائم.
حركتا “فتح” و”حماس”، ملتزمتان مع المستعمرة، “فتح” مع التنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب، و”حماس” مع التهدئة الأمنية بين غزة وتل أبيب، بواسطة طرف ثالث، بينما سلطة الاحتلال لا تتردد في كسر اتفاقات التنسيق والتهدئة حينما تجد أن مصالحها الأمنية تتطلب غير ذلك، وخير شاهد على هذا الفعل ما فعلته في شهر آب 2022 باغتيال أبرز قيادات الجهاد الإسلامي في غزة، وقبلها أيضاً حينما اغتالت القائد الجعبري، وغيره.
“فتح” و”حماس” أسيرتا التنسيق والتهدئة، وهو ما يعكس تواضع الفعل الفلسطيني في المواجهة والمقاومة ضد الاحتلال.
الوحدة وإنهاء الانقسام بين الضفة والقطاع، بين “فتح” و”حماس”، بين سلطتي رام الله وغزة هو الخيار الذهبي الكفاحي الذي يضع النضال الفلسطيني على سكة تحقيق الإنجازات التراكمية وصولاً إلى دحر الاحتلال برمته وهزيمته، فهل ينتصر الخيار الوحدوي ؟؟ هل تنتصر إرادة “فتح” و”حماس”، ليكونا معاً مع باقي الفصائل والشخصيات والفعاليات في خندق واحد، وهم حقاً في خندق واحد.

Comments are closed.