تسريبات مذكرات هاري تشغل بريطانيا
أثارت مقتطفات من مذكرات الأمير هاري انتشرت الخميس ضجة كبيرة، إذ يروي في كتابه هذا تفاصيل مثيرة تشمل حصول عراك عنيف مع شقيقه وليام، إضافة إلى إعلانه أنه تعاطى الكوكايين وقتل 25 “مقاتلاً معادياً” في أفغانستان.
وبعد شهر من بث الفيلم الوثائقي على نتفليكس عن هاري وزوجته ميغن من دون أي تصريحات صادمة، تواجه الأسرة الملكية البريطانية معلومات مزعجة إضافية بشأن انسحاب الزوجين من العائلة سنة 2020 وانتقالهما إلى كاليفورنيا، قبل النشر المرتقب لكتاب مذكّرات هاري الثلاثاء المقبل بعنوان “Spare”.
وقبل هذا الموعد المرتقب، حصلت وسائل إعلامية عدّة على نسخ من الكتاب، لا سيّما بعدما طرحته مكتبات إسبانية للبيع عن طريق الخطأ. وتبع ذلك انتشار مقتطفات بالجملة أثارت الدهشة، من مشاركة الأمير هاري الدموية في معارك في أفغانستان، إلى تفاصيل محرجة ترتبط على سبيل المثال بتعاطيه الكوكايين أو فقدان عذريته.
لكنّ الصدمة الرئيسية تمثّلت بما نشرته صحيفة “ذي غارديان” عن اتهام دوق ساسكس لشقيقه الأمير وليام، وريث العرش، بطرحه أرضاً خلال مشادة عنيفة بينهما في عام 2019 بشأن ميغن التي كان هاري قد تزوّجها قبل عام من الواقعة.
وبعد حوار محتدم بين الشقيقين، بحسب الصحيفة، قال هاري إن شقيقه وليام “أمسك بي من الياقة، ومزّق قلادتي، وطرحني أرضاً”.
وأوضح هاري أنّ شقيقه وليام “اعتذر” في وقت لاحق عن تصرفه.
والتزم قصر باكينغهام الصمت بشأن هذه المعلومات، كما الحال مع الاتهامات التي وردت في السلسلة الوثائقية التي بثّتها نتفليكس الشهر الماضي. وقد ألقى الزوجان باللائمة على العائلة الملكية لعدم حمايتهما، كما اتّهم هاري شقيقه بـ”الصراخ” عليه عام 2020 بحضور الملكة إليزابيث الثانية.
واعتقد كثر أنّ حفل الزفاف اللافت في أيار/مايو 2018 بين الأمير هاري، البالغ حالياً 38 عاماً، وميغن، وهي ممثلة أميركية خلاسية مطلّقة، سيعطي زخماً جديداً للعائلة الملكية. لكن سرعان ما تحوّل ذلك إلى حرب عائلية ومضايقات إعلامية، ما دفع بدوق ودوقة ساسكس للانسحاب من الأسرة الملكية عام 2020.
ومنذ ذلك الحين، انتقد الزوجان علناً العائلة الملكية والمكاتب الإعلامية التابعة لها، خصوصاً في مقابلة نُشرت عام 2021 عبر التلفزيون الأميركي اتّهما فيها فرداً من الأسرة، لم يسمّياه، بالعنصرية.
ومذّاك، باتت العلاقة باردة بين الشقيقين اللذين سارا ذات يوم خلف نعش والدتهما ديانا في عام 1997، ولم يظهرا سوياً في السنوات الأخيرة إلا في مناسبات نادرة.
وقد ساهمت هذه العراضات الإعلامية في تعميق النفور الشعبي تجاه هاري وميغن في المملكة المتحدة، حيث يعتبر صحافيون كثر أنهما يتصرفان كطفلين مدللين.
وقالت كاترين دوهرتي، وهي سكرتيرة في لندن تبلغ 63 عاما، لوكالة فرانس برس “سئمت من كل هذا، لقد سئمت سماع أخبار المشاكل في عائلاتهم فيما لدينا جميعا مشاكلنا في عائلاتنا”.
وكان مقرراً في الأساس الاكتفاء بتسريبات مختارة بعناية عن مذكّرات هاري، مع مقابلتين من المقرّر عرضهما الأحد والاثنين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، قبل أن يتسرّب المحتوى إلى العلن.
وفي هذا الإطار، ذكر موقع “ذي مايل أونلاين” أنّ هاري عارض علناً زواج والده من كاميلا، خوفاً من أن تكون “زوجة أب سيئة”.
وبحسب صحيفة “ذي صن”، أوضح هاري أيضاً أنّ شقيقه وليام وزوجته كيت شجّعاه، عندما كان في العشرين من عمره، على ارتداء ملابس نازية في حفل تنكّري، ما تسبّب في فضيحة.
ونقلت قناة “سكاي نيوز” الإخبارية مقطعاً اعترف فيه هاري بتعاطي الكوكايين، كما ذكرت أنّه تمّ ثنيه وشقيقه وليام عن طلب إعادة فتح التحقيق في وفاة والدتهما ديانا.
كما يؤكّد هاري في مذكّراته أنّه قتل 25 “مقاتلاً معادياً” خلال مشاركته في المهام العسكرية في أفغانستان، من دون أي ندم أو تباهٍ، وفق صحيفة “ديلي تلغراف”.
وبحسب “ذي غارديان”، يتحدث هاري في مذكراته عن الصعوبة التي يعيشها بوصفه “البديل” في العائلة. ويستذكر خصوصاً أنّه في يوم ولادته، قال والده تشارلز لأمه ديانا “هذا رائع! لقد منحتِني وريثاً وبديلاً عنه – لقد أُنجزت المهمة”.
وتأتي هذه التطورات في ظلّ مرحلة انتقالية تعيشها العائلة الملكية البريطانية بعد اعتلاء تشارلز الثالث العرش عقب وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية في 8 أيلول/سبتمبر عن عمر يناهز 96 عاماً.
ومن المقرر تتويج حاكم المملكة المتحدة و14 دولة أخرى من دول الكومنولث في 6 أيار/مايو، في حدث كبير سيُبث حول العالم.
هل سيكون هاري حاضراً في هذه المراسم؟ سؤال تهرّب الأمير الشاب من الإجابة عليه، وفق مقطع عرضته قناة “أي تي في” قال فيه إنّ “الكثير من الأشياء يمكن أن تحدث قبل ذلك الموعد”.
Comments are closed.