أكد فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن الخيار الوطني الإستراتيجي، الذي توحد حوله شعبنا، في الأراضي المحتلة وفي الخارج، هو خيار المقاومة، بعد أن أثبتت التجربة المرة لـ مسار أوسلو، أنه خيار باطل وفاسد، وأن كل ما يبنى على الباطل فهو باطل، كما أثبت الأمر نفسه «مسار العقبة – شرم الشيخ»، الذي أريد له أن يحول قضية شعبنا من قضية تحرر لشعب تحت الاحتلال إلى مجرد تفاهمات أمنية، وأن يزرع الفتنة في الصف الوطني، لكن شعبنا الفلسطيني بوطنيته الأصيلة، وخبرته العميقة، أدرك مسبقاً مثل هذه التوجهات وخطورتها، وما يجري على الأرض المحتلة من مواجهات يومية في المدن والمخيمات والبلدات، تأكيد ساطع على أن شعبنا رمى جانباً كل المشاريع الفاسدة، واختار المشروع الوطني مشروع العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة، عبر مقاومات باسلة، تبدع يومياً بأشكالها النضالية المختلفة.
وكان فهد سليمان يتحدث في مهرجان جماهيري حاشد، احتضنه مخيم اليرموك في 5/5/2023، احتفالاً باختتام المؤتمر الـ 21 لإقليم الجبهة الديمقراطية في سوريا.
حضر المهرجان حشد غفير من أبناء مخيم اليرموك وباقي مخيمات دمشق، إلى جانب خالد عبد المجيد، أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، ود. خلف المفتاح رئيس مؤسسة القدس، وصف عريض من قادة فصائل العمل الوطني والأحزاب السورية، ووفد يمثل قيادة جيش التحرير الفلسطيني على رأسه العميد خلدون منصور، وفعاليات عمالية وشبابية ونسائية.
وشدد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية على أن الوحدة الداخلية، هي عنصر القوة الأبرز في مواجهة الاحتلال ومشاريعه، الأمر الذي يتطلب العمل الحثيث لإنهاء الانقسام، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني الحالي، الذي بات عاجزاً عن تحمل مسؤولياته الوطنية في بنيته وصيغته وآلياته الحالية.
وفي هذا السياق دعا فهد سليمان إلى تنظيم انتخابات شاملة حرة ونزيهة بالتتابع والتتالي لإعادة انتخاب مؤسسات السلطة الفلسطينية، والرئاسة، والمجلس الوطني، بنظام التمثيل النسبي الكامل، باعتبار الانتخابات هي الوسيلة ليعبر شعبنا في الوطن وفي الخارج عن إرادته، ويختار ممثليه في المؤسسات الوطنية، ويقيم العلاقة بين الطرفين على قاعدة وضع المؤسسات المنتخبة تحت الرقابة والمساءلة الشعبية، وإنهاء صفة الهيمنة والتفرد وتهميش الهيئات والمؤسسات، واستبدالها بتشكيلات مفبركة، منفصلة في رؤاها، وقراراتها عن نبض الشارع وتطلعاته، وطموحه، ونضالاته اليومية.
ووجه فهد سليمان، التحية إلى شهداء شعبنا الفلسطيني، وخص بالذكر القائد الوطني الكبير الشيخ خضر عدنان، الذي ترك وحيداً في معركته البطولية إلى أن اختتم نضاله بالاستشهاد.
وشدد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية على ضرورة الوقوف بقوة إلى جانب أسرانا في معاناتهم وصمودهم اليومي.
واختتم فهد سليمان كلمته بتوجيه التحية النضالية إلى سوريا، شعباً وجيشاً وقيادة، في احتضانها للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، في إطار علاقة إستراتيجية لا انفكاك منها، تفرضها على الطرفين الأوضاع الجيوسياسية لسوريا وفلسطين.
د. محمد قيس: نفتخر بعلاقتنا مع جبهتكم
كما ألقى الدكتور محمد قيس، أمين قيادة التنظيم الفلسطيني لحزب البعث العربي الاشتراكي، الأمين العام لمنظمة الصاعقة، هنأ فيها أعضاء المؤتمر الـ21 في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في سوريا، على ما أنجزوه من عمل ناجح، وقال مخاطباً أعضاء المؤتمر: إن انعقاد مؤتمركم جاء تأكيداً على المسار الديمقراطي التقدمي الذي تنتهجه جبهتكم، وليعبر عن تمتعكم بروح الإرادة والعزيمة، وليكون رافعة مهمة على مستوى العمل الوطني في سوريا، لتستجيب جبهتكم للاستحقاقات والتحديات المختلفة التي يواجهها أبناء شعبنا في الساحة السورية.
وأضاف الدكتور محمد قيس: أننا في حزب البعث العربي الاشتراكي ومنظمة الصاعقة، نعبر عن افتخارنا واعتزازنا بالعلاقة التاريخية المشتركة التي تربطنا مع الرفاق في الجبهة الديمقراطية على كافة الأصعدة وفي مختلف الساحات، حيث شكلت الجبهة الديمقراطية علامة مضيئة ومميزة من علامات النضال الوطني الفلسطيني المعاصر، مستمرة لأكثر من 54 عاماً في مراكمة الخبرات الوطنية، صانت بندقية المقاومة، وتسلحت بالصمود والثبات.
وثمن الدكتور قيس تضحيات الجبهة الديمقراطية ونضالاتها وقياداتها و مناضليها وعلى رأسهم الرفيق المناضل نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وفي ختام كلمته أشاد الدكتور قيس بصمود سوريا، برئاسة الدكتور بشار الأسد، وتصديها لكل أشكال العدوان الذي تعرضت له، مؤكدة أن سوريا ستبقى على الدوام وفية لفلسطين وشعبها وقضيته الوطنية.
حسن عبد الحميد
وكان حسن عبد الحميد، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، أمين إقليم الجبهة في سوريا، قد افتتح المؤتمر بتلاوة تقرير، عرض فيه للعملية الديمقراطية الداخلية التي سبقت انعقاد المؤتمر، من أدنى إلى أعلى، واستناداً إلى مراجعات تنظيمية وهيكلية وبرنامجية، هدفت كلها إلى العمل من أجل تطوير الدور النضالي للجبهة الديمقراطية في المخيمات والتجمعات السكانية الفلسطينية في سوريا.
Comments are closed.