من استمع إلى التهديدات التي أطلقها أكثر من مسؤول إسرائيلي، يوم الثلاثاء، وعلى راسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس اركانه بمهاجمة ايران وتدمير منشآتها النووية يتهيأ له أن قرارا بهذا الخصوص قد اتخذ ولم يتبق غير تحديد ساعة الصفر للبدء به.
فهل صحيح ان الحرب باتت على الابواب؟! أم ان الأمر لا يعدو كونه مجرد سياسة حافة هاوية لجأت اليها حكومة نتنياهو للتغلب على المعارضة الداخلية للاصلاحات القضائية؟!.
قناعتي الشخصية أن حكومة الكيان للاسرائيلي لا تنوي مهاجمة ايران ولا حزب الله ليس لأنها لا تريد الحرب بل لانها لا تستطيع الانتصار فيها ولا تحمل النتائج التي سوف تترتب عليها في حال نشوبها.
ولكي أوضح أكثر فإن حكومة نتنياهو التي تعربد في هذه الاثناء مهددة تارة بضرب ايران وتارة أخرى بضرب حزب الله وتارة ثالثة بضرب كل محور المقاومة في آن واحد لم تستطع بالأمس القريب تحمل نتائج آخر جولة قتال مع قطاع غزة، وبشق الانفس،سوى لأربعة ايام، رغم أنها جرت مع فصيل فلسطيني واحد تقريبا هو حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الذي يمتلك قدرات متواضعة جدا ولا تكاد تذكر مقارنة مع قدرات ايران او حزب الله او حتى مع ما قدرات حماس.
فهذه الحكومة المرتجفة ورغم انها استطاعت الإنفراد بحركة الجهاد الإسلامي في المواجهة الاخيرة مع قطاع غزة، وتحييد حركة حماس نسبيا من خلال عدم مشاركتها في القتال، وتمكنت بفعل الضغوط المصرية والقطرية من أن تفرض على حركة الجهاد وقفاً لاطلاق النار قبل موعد مسيرة الاعلام الصهيونية التي جرت في القدس يوم الثلاثاء الماضي، لكي تخرج امام جمهورها بصورة إنتصار فكان لها ما ارادت.
ولكن الأمر المؤكد بأن تلك الحكومة لا تستطيع النجاة من العقاب في حال تجرأت على تنفيذ التهديدات التي أطلقها قادة اسرائيل السياسيون والامنيون والعسكريون بمهاجمة ايران وتدمير مفاعلاتها ومتشآتها النووية.
فمهاجمة ايران ستؤدي لا محالة إلى اندلاع حرب كبرى طاحنة وعلى أكثر من جبهة يسقط خلالها على مدن وبلدات الكيان عشرات الآف بل وربما مئات الاف الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة مما سيضع المشروع الصهيوني برمته امام اخطار وجودية حقيقية ربما تؤدي إلى تفككه وانهياره.
بناء على ما تقدم فإنني أعتقد بل أجزم بأن التهديدات الإسرائيلية الاخيرة بضرب ايران هي كسابقاتها للاستهلاك الإسرائيلي ولرفع شعبية نتنياهو وليست للتفيذ.
أما إذا ما حصل عكس هذا التحليل واقدمت حكومة نتنياهو على تصرف غير محسوب وغير منطقي كتوجيه ضربة ضد ايران او حزب الله او كليهما، فستضع نفسها وستضع المشروع الصهيوني برمته في خطر وجودي حقيقي. وعند ذلك سينطبق عليها المأثور الشعبي الفلسطيني القائل: “دجاجة حفرت على رأسها عفرت”.
Comments are closed.