بدأت وفود الفصائل الفلسطينية بالوصول الى العاصمة الجزائرية، للمشاركة في الحوار الداخلي الفلسطيني برعاية الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
ويأتي الحوار الذي يشارك فيه ممثلون عن 14 فصيلا فلسطينيا لاستكمال جهود الجزائر في انهاء الانقسام وعودة الوحدة الوطنية.
الجزائر ستقدم ورقة خاصة بالمصالحة قامت باعدادها بعد مشاورات مع الفصائل.
حماس
وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم حماس “إن اللقاء استكمال للقاءات سابقة مع الأشقاء في الجزائر، سواء قبل أشهر حين التقت الجزائر مع كل الفصائل بشكل فردي، وايضا في زيارة الرئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية للجزائر قبل أسابيع الذي التقى فيها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برعاية الرئيس الجزائر عبد المجيد تبون.
وأكد قاسم: أن وفد حماس برئاسة الدكتور خليل الحية الذي زار الجزائر قبل أيام قدم رؤية متكاملة لإنجاز مصالحة حقيقة ووحدة وطنية حقيقية تعتمد على إعادة بناء نظام سياسي فلسطيني حقيقي، مشيرا الى أن الرؤية بالأساس تستند على البدء بتشكيل حكومة وحدة وطنية وبالفعل جرى في السابق تشكيل مثل هذه الحكومة التوافقية برئاسة الدكتور رامي الحمدلله وسلمت حماس الوزارات والمعابر والحكومة الا أن هذا الأمر لم يكتمل بسبب مواقف معروفة من رئيس السلطة محمود عباس.
وأضاف “ثم دخلنا في موضوع الانتخابات وقدمنا مرونة كبيرة في حركة حماس لإنجاز انتخابات حقيقية لمجلس التشريعي قبل عام ونصف تقريباً وقطعنا شوط وقدمنا الأسماء وقدمنا القوائم الانتخابية لكن عطلت ايضا بقرار من رئيس السلطة”.
وأكد “أن لدى حماس تصور أوسع هذه المرة وأشمل وهو تقاطع مع جزء كبير من الفصائل الفلسطينية وهو أن نبدأ في بناء المظلة السياسية الأكبر للشعب الفلسطيني أوسع من السلطة وهي منظمة التحرير الفلسطينية”، مؤكدا أن المشكلة سياسية وليست فقط إدارية.|
واضاف “يعني الموضوع ليس خلاف إداري بين الهياكل الإدارية موجودة في غزة وتلك الذي في الضفة الغربية هناك خلاف سياسي حقيقي والمدخل الأساسي هو حل هذا الخلاف السياسي والوصول إلى توافقات، لذلك نريد أن نذهب الى مظلة أوسع هي منظمة التحرير الفلسطينية التي أفرزت السلطة وهذا بالمناسبة هو منصوص عليه في كل القوانين بأن السلطة هي تابعة للمنظمة لذلك نريد أن نبدأ بالإطار الأوسع والأشمل هو منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء انتخابات لمجلس الوطني ثم مركز مركزي ولجنة تنفيذية .
وأعرب عن اعتقاده “بأن الجزائر تستطيع أن تنجز وحدة وطنية فلسطينية حقيقة وأن ترعى كسر الحصار جنباً إلى جنب مع باقي الدول التي كانت دائماً موجودة في موضوع المصالحة وبالتحديد الأشقاء في جمهورية مصر العربية”.
وقال “هناك بالفعل إرادة حقيقية عند حركة حماس لإنجاز وحدة وطنية حقيقية وبناء نظام سياسي وحماس قدمت سلسلة من التنازلات بهذا الخصوص سواء بتخليها عن الجهاز التنفيذي “السلطة والحكومة” برغم اغلبيتها بالتشريعي أو بالمرونة بالانتخابات والتنازل عن مثلا عن موضوع التزامن وغيرها من الأمور”.
وأضاف “الجزائر لديها حضور معنوي كبير لدى الشعب الفلسطيني وحالة من التوأمة ما بين الجزائر وفلسطين ونتابع بكل فخر واعتزاز حالة الهيام الجزائري بنضال الشعب، وبالتالي اعتقد ان الجزائر نعم مؤهلة لإحداث اختراق حقيقي ونحن نريد نوايا حقيقية وصادقة وجادة من السلطة والرئيس محمود عباس للانطلاق في هذا المسار وأن نعمل على إنجاح هذه الجهد، ثانياً الجزائر تستطيع ونحن في حركة حماس معنيين جدا بإنجاح الجهد الجزائري الهام في هذا الخصوص فنحن من يدفع باتجاه المصالحة فكيف لنا أن نضع فيتو على مسار المصالحة”.
ورأى “أن إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة للحالة الفلسطينية أمر مهم جداً لأنه ما تمر به القضية خطير وخطير على غزة وعلى الضفة، كما ايضا خطير على القدس والاقصى، خاصة في ظل هجمة إسرائيلية تستهدف كل القضية وليس فقط حركة حماس أو السلطة ولا حركة فتح وليس فقط غزة دون الضفة، أو الضفة دون القدس الكل مستهدف ويراد إنهاء القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني من قبل الاحتلال ومن قبل من يساند الاحتلال وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية”.
واعتبر “أن حالة الضعف الموجودة في المنظومة العربية ومسار التطبيع يساعد على هذا الأمر ما يستدعي بذل جهد أكبر من أي مرة ماضية لإنجاز المصالحة للحفاظ على القضية الفلسطينية والمقدسات”.
وأشار الى “أن حماس جادة جدا وتعتقد أن إنجاز المصالحة سيعزز الموقف الفلسطيني وسيعزز موقف المقاومة في قطاع غزة ويقوي موقف السلطة إن أرادت أن تذهب في صراع حقيقي مع الاحتلال سواء سياسي أو دبلوماسي أو حتى إعلامي فهذا الأمر مهم” .
وقال “إن هناك من لا يريد إتمام المصالحة الفلسطينية وبالأساس هو الاحتلال ونتمنى بشكل قوي هذه المرة أن تكون السلطة وعت الدرس وأن الاحتلال رغم كل ما قدمته السلطة لا يعطي الشعب الفلسطيني شيء”.
وأضاف :”هذه المرة حماس ستكون جادة كما في كل المرات ولدينا أمل كبير في هذه المرة في الوصول إلى مقاربات على المستوى السياسي للخروج بوثيقة يوقع عليها في الجزائر برعاية الرئيس الجزائري، ومستعدون نحن في حركة حماس أن نتحرك في كل الاتجاهات ونقدم كل المبادرات الكفيلة بالوصول إلى هذه المقاربة السياسية ونعتقد أننا قادرون على ذلك وفعلنا هذه الأمر سابقاً في أكثر من محطة واستطعنا أن نوقع اتفاقات ولها إطارها السياسي وحتى اتفاقات متعددة متعلقة في تفاصيل إدارية ونستطيع أن نصل الى مثل هذه الأمر وسنصل إليه هذه المرة في الجزائر” .
فتح
بدوره، اكد الناطق باسم حركة فتح منذر الحايك أن حركته ترى أن الانقسام مضر بالقضية الفلسطينية وأنه صنيعة إسرائيلية أمريكية وإطالة الامد فيه من خلال الدعم المالي الذي يأتي بطريقة غير مرغوب فيها من قبل السلطة الوطنية وهو دليل واضح أن هناك من يريد أن يثير الفرقة والتفرقة بين الشعب الفلسطيني واستدامة الانقسام .
وقال: “إن حركة فتح تحمل ورقة واضحة بخطوات واضحة تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي هذا الانقسام من خلال توحيد مؤسسات السلطة الوطنية والذهاب بعد ذلك إلى انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني على أن يتوفر الأمر في المدينة المقدسة وأن ينتخب المقدسي في المدينة المقدسة”.
وأوضح “أن المختلف اليوم ما يحدث في القدس وفي الضفة من سياسة القتل على حواجز الموت التي تمارسها قوات الاحتلال وما يحدث في المدينة المقدسة من سياسة تهويد وتقسيم زماني ومكاني وقتل المشروع الوطني كل ذلك يحتاج من الشعب الفلسطيني ومن كل فصائل الثورة الفلسطينية أن تتوحد من أجل مواجهة كل هذه المشاريع التى تهدد المشروع الوطني وتهدد القضية الفلسطينية.
وأضاف :” لماذا 15 عاماً من السنوات الماضية، سنوات من عجاف يستمر فيها الانقسام بدعم خارجي وبرغبة من بعض القيادات الداخلية لبعض الفصائل؟، كل ذلك يجب أن ينتهي حتى نقول للعالم أن من يمثل الشعب الفلسطيني هي القيادة والشعب موحد وجغرافية موحدة وهذا الشعب له حق لإقامة دولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على أرضي المحتلة”.
وأشار الى أن فتح ذاهبة بقلب مفتوح للجزائر وبتعليمات واضحة من القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن لوفد الحركة بتذليل كل العقبات والمحاولة بكل الطرق انهاء الانقسام من خلال الرؤية الواضحة لحركة فتح.
ودعا الحايك حركة حماس أن تلتقط رسالة فتح ورسالة الشعب الفلسطيني بأن الاحتلال يريد الانقضاض على حماس وعلى الجهاد وعلى فتح وكل الفصائل من أجل إنهاء حلم الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال واقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
وقال “إن هناك أطرافا لا تريد انهاء الانقسام وتضع العراقيل في عجلة المصالحة الفلسطينية”، مضيفا “ولذلك نحن نقول لحركة حماس تعالوا تفضلوا لنرى… ماذا ستقولون على الورقة الجزائرية التي لا نعلم فيها؟ لكن نحن سنبدي مرونة كاملة في التعاطي مع كل الأطروحات والمبادرات التي تنهي الانقسام في الجزائر وفي غير الجزائر “.
ورأى “أن المشكلة للأسف الشديد هي ليست في الوسيط بقدر ما هي نوايا من يقودون قطاع غزة ويعتبرون ما حدث في غزة هو إنجاز بالنسبة لهم للخروج من هذه الدائرة الضيقة والانفتاح لمشروع وطني للقضية الفلسطينية والتأكيد على أن ما حدث عام الفين وسبعة انقسام دموي أسود أثر على القضية الفلسطينية”.
وقال إن فتح جاهزة بالذهاب الى مربع الوحدة الوطنية من أجل مواجهة التحديات التى تفرضها قوات الاحتلال خاصة في المدينة المقدسة ومشروعها التهويدي.
وطالب بأن تكون هناك نوايا صادقة من حركة حماس، مشيرا الى أن الايام القليلة القادمة سوف تكشف نوايا الجميع.
وأكد “أن الخطوة الأولى تبدأ من عند حماس كونها هي التي تسيطر على قطاع غزة وبيدها زمام الأمور، فهي التي تسيطر على مؤسسات السلطة الوطنية، والمطلوب توحيد مؤسسات السلطة الوطنية ماليا وإداريا وأن تكون هناك حكومة واحدة تمثل الشعب الفلسطيني لا حكومة في غزة ولا حكومة في الضفة الغربية و أن من يريد أن يوحد مؤسسات السلطة الوطنية عليه أن يخرج من مربع الانقسام”.
وأوضح أن الجزائر هي دولة شقيقة ومحبة للشعب الفلسطيني ودائما كانت تساند الشعب الفلسطيني والدولة المصرية هي شقيقة للشعب الفلسطيني ومساندة على الدوام للقضية الفلسطينية وما يحدث في الجزائر هو استكمال لما حدث في القاهرة من قبل الدولة المصرية وقيادة مصر، مؤكدا أن الجزائر ومصر وقطر وكل الدول العربية ودول الأشقاء مرحب بهم وأن المطلوب الابتعاد عن فكر الانقسام وعن المصالح الشخصية والذهاب باتجاه الوحدة الوطنية.
وأضاف :” واضح أنه هناك فيتو وكذلك هناك أشخاص لهم أجندات شخصية وحزبية لا يرغبون أن ينتهى الانقسام لأنه سوف ينهي أحلامهم الشخصية ونحن نقول لحركة حماس إن التاريخ سيحاسب كل من أدام هذا الانقسام وواضح جداً أن هناك في داخل قيادة حماس لا يرغبون بإنهاء الانقسام “.
وطالب بالخروج من دوامة الانقسام وتشكيل الحكومة التي تريد أن توحد مؤسسات السلطة الوطنية وتنهي اثاره الانقسام وتحل كل ملفات قطاع غزة ومشاكله مضيفا: “علينا أن نتحمل جميعاً المسؤولية، لا حماس تتحمل المسؤولية لوحدها ولا فتح قادرة على تحمل المسؤولية وحدها.. لنتحمل جميعاً المسؤولية حتى نخرج شعبنا من هذه الأزمة التي يعيشها من 15 عاماً والتي كان سببها الانقسام.. ولدينا تعليمات واضحة بالذهاب إلى الجزائر بقلوب مفتوحة حتى ننهي الانقسام والجزائريين التقوا حركة فتح والتقوا مع وفد حماس وسمعوا منا ومنهم وهما جهزوا ورقة ستطرح على الفصائل الفلسطينية”.
وأعرب عن أمنياته “أن نذهب إلى القمة العربية في الشهر القادم ونحن موحدين وأن نقول للعرب نحن شعب واحد وأن نقول للمجتمع الدولي نحن شعب واحد لنطلب من المجتمع الدولي الاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية في الأمم المتحدة وبحماية المجتمع الفلسطيني وحماية المدنيين.
Comments are closed.