وجّه عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر، التحيّة لعوائلِ الشهداء الذين قَدمّوا أعزَّ أحبائهِم من قادةٍ ومقاتلين وأبناء وأطفال ونساء في معركة “ثأر الأحرار”، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى.
كما توجّه مزهر في كلمةٍ له خلال المهرجان المركزي “ثأر الأحرار” الذي أقامته حركة الجهاد الإسلامي، اليوم الجمعة، بالتحيةِ إلى جماهيرِ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الصامدين والثابتين والمقاومين، حيث قال إنّهم احتضنوا المقاومة، وشكلوا سياجَ حماية لها، رغمَ وحشية العدو الإجرامية، والتضحياتِ الجسام التي قدمها من قادتِه ومقاتليه وأبنائِه ليثبت مجدداً أن لديه مخزون هائل من النضال والصمود، وقدرة هائلة على الصبر والاحتمال.
وأضاف مزهر: “عندما نتحدث عن معركة “ثأر الأحرار” فإننا يجب أن نتحدث عن أولئك الأبطال من القادة والمقاتلين الذين صنعوا هذا الانجاز بإفشال مخططات العدو، وفي المقدمة منهم أبطال سرايا القدس وقادتهم الشهداء العظام جهاد غنام، وخليل البهتيني، وطارق عز الدين، وإياد الحسني، وعلي ابو غالي، وأحمد أبو دقة، ومحمد عبد العال، والقائد الكبير الشيخ خضر عدنان، وكوكبة من شهداء كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الأبطال عدي اللوح، ومحمد أبو طعيمة، وعلاء أبو طعيمة، وعلم عبد العزيز، وأيمن صيدم، وشهداء فصائل المقاومة، الذين صنعوا بدمائهم ميزان ردع وقواعد اشتباك جديدة رادعة للعدو في هذه المعركة”.
وتابع: “لقد خاض رفاق الدرب والمسيرة في سرايا القدس ومعها فصائل المقاومة هذه المعركة بجدارة، فقد كانوا رأس الحربة للتصدي للعدوان خلال هذه المعركة، وكانوا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى نداً للأعداء في ميدان المعركة، رغم فقدانها أعظم قادتها فإن قوى المقاومة وتحت لواء غرفة العمليات المشتركة لململت جراحها، وتصدت للعدوان بكل جسارة، وضربته في العمق بحمم نيرانها وصواريخها”.
وأكّد على أنّ جماهير الشعب الفلسطيني في كل مكان وخاصة في مدينة القدس العاصمة الأبدية لفلسطين الذين يتصدون ببسالةٍ منقطعة النظير لهجمة صهيونية فاشية، يؤكدوا فيها أنهم منغرسون ومتمسكون بالأرض والمقدسات ولن ترهبهم آلة البطش الاجرامية.
ووجّه كذلك التحيّة إلى أبطال جنين ونابلس وطولكرم وأريحا و الخليل ورام الله (درع القدس)، وإلى الأسيرات والأسرى الأبطال، مشيداً بصمودهم الأسطوري في مواجهة السجان الاسرائيلي.
وبارك مزهر لحركة الجهاد الاسلامي ولشعبنا ومقاومته هذا الإنجاز والذي يضعنا على أبواب مرحلة جديدة من مداميك الانتصار، مضيفاً أنه يعزز من التهديد الوجودي لدى إسرائيل ، وتعميق أزماته الداخلية.
وأشار إلى أنّنا كنّا في معركة “ثأر الأحرار” أمام معركة بطولية ضد العدو الصهيوني المتغطرس، شهدت سرايا القدس والمقاومة فيها تعاظم قدراتها الصاروخية والنوعية، والتي أدت إلى خسائر مباشرة وهشمت صورة الردع لدى اسرائيل وكشفت عن هشاشته وضعف جبهته الداخلية، لافتاً إلى أن العدو المجرم اعتقد بارتكابه هذه الجريمة الغادرة يمكن له أن يربك المقاومة، لكن سرايا القدس أدارت المعركة وفرضت على الاحتلال إرادتها وتحكمت بالمعركة، ولم يستطع الاحتلال تحقيق أي من أهدافه المعلنة وغير المعلنة.
وبيّن مزهر في كلمته أنّ “السرايا والمقاومة أذلّوا الاسرائيليين وأجبروهم للنزول إلى الملاجئ، وتحولت مدنه إلى مدن أشباح، وكبدته خسائر اقتصادية هائلة، ففي الوقت الذي كان هذا العدو يراهن على أن ترفع المقاومة الراية البيضاء، ورغم ما يمتلكه الاحتلال من أسلحة القتل والدمار الفتاكة، استطاعت المقاومة أن توقفه على قدم ونصف، وتضعه أمام مأزق كبير وفشل جديد في قوة ردعه ونقولها لكم وبصدق أن الاحتلال من كان يستجدي التهدئة وأن المقاومة من كتبت بنود وقف إطلاق النار المشرف”.
وقال مزهر إنّ الجبهة الشعبية وأمام هذا المشهد الوحدوي المُعمّد بدماء الشهداء، تؤكّد على أنّ معركة “ثأر الأحرار” أثبتت أن المقاومة هي الطريق الوحيد والناجع والمجرب لانتزاع حقوقنا من هذا العدو الصهيوني، وفي مواجهة الحرب الشاملة التي يشنها العدو على شعبنا ومقدساته ومدنه. فهي يجب أن تكون رهاننا وعنوان عزتنا وشرفنا، وبديلاً عن كل الخيارات العقيمة بما فيها خيارات التسوية والمفاوضات التي ثبت فشلها.
وأشاد مزهر بالوحدة الميدانية بين فصائل المقاومة الفلسطينية خلال المعركة، وإن هذا التطور في إدارة المعركة بحنكةٍ وجرأةٍ وبسالةٍ يُدلل بأننا الأقرب إلى النصر والتحرير والعودة.
كما وتقدّم بالشكر للشقيقة جمهورية مصر العربية لدورها في إنهاء العدوان على شعبنا، وإلى كل من ساند المقاومة ووقف إلى جانبها ودعمها بالسلاح والمال، والموقف، ونخص محور المقاومة وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية الايرانية، والجمهورية العربية السورية، والإخوة في حزب الله.
وشدد مزهر على أن المسؤوليات الوطنية تقتضي إيلاء قضية الأسرى الأولوية وعلى قوى المقاومة أن تواصل جهودها ووضع كل إمكانياتها من أجل تحرير الأسرى، فما يتعرض له الأسرى داخل السجون بحاجة إلى تحرك على جميع المستويات من أجل إنهاء معاناتهم.
وفي ختام كلمته، شدّد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية على أنّ المعركة مع هذا الاحتلال ستظل مفتوحة، وسيلقى الاحتلال المزيد من الضربات والهزائم بفعل مقاومة وإرادة شعبنا وإصرار مقاومته الباسلة على الاستمرار في معركة التحرير، وعاهد جميع الشهداء والأسرى وشعبنا بأننا لن نتخلى عن مقاومتنا وعن سلاحنا حتى تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة وإقامة دولة فلسطين على كل شبر من فلسطين وعاصمتها القدس.
Comments are closed.