اعتبر تقرير أمريكي، أن التحالف وحالة الشراكة بين الولايات المتحدة وتركيا وصلت إلى “حافة الانهيار“؛ بسبب قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستمرار في التقارب مع روسيا وشراء مزيد من الأسلحة منها، رغم غضب واشنطن.
ولفت موقع “المونيتور” الإخباري الأمريكي في تقرير، أمس الجمعة، إلى تصريحات أدلى بها أردوغان خلال لقائه، الأربعاء الماضي، نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال أردوغان، إن “تركيا لا تمضي قدما في شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي “إس-400″ فحسب، لكنها تفكر في تحقيق تعاون دفاعي أعمق مع روسيا، بما في ذلك تطوير محركات الطائرات وبناء السفن والطائرات الحربية“.
ورأى التقرير، أن اجتماع أردوغان مع بوتين جاء عقب ما اعتبره الرئيس التركي ازدراء من نظيره الأمريكي جو بايدن، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الشهر الماضي.
وأشار إلى أنه “كان يمكن لأردوغان قبول التقاط صورة وبعض العلاقات العامة الإجبارية أو الكاذبة مع بايدن على الأقل، من أجل التوازن قبيل لقاء بوتين بشأن بعض القضايا الشائكة، بما في ذلك أوكرانيا وسوريا“.
ونقل التقرير عن الصحافي والمؤرخ التركي جنكيز كاندار قوله، إنه “فيما يتعلق بصورة أردوغان داخل تركيا، فإن أداءه في نيويورك فشل على ما يبدو في إحداث تأثير كبير، لا إيجابا ولا سلبا“.
وأضاف كاندار، أن “اجتماع أردوغان مع بوتين ربما عزز الميل الشرقي في سياسة تركيا الخارجية“.
وتابع: “في ظل حكم أردوغان، تبحر تركيا بثبات نحو مسار غير غربي في عالم متعدد الأقطاب. لهجة أردوغان الحذرة فيما يتعلق بقضية الإيغور خلال خطابه أمام الأمم المتحدة تعكس أيضا جهوده لعدم جذب أي غضب من بكين. وعندما تعلق الأمر باستهداف الولايات المتحدة والعالم الغربي، لم يلفظ أردوغان كلماته“.
ورأى التقرير أن “موقف أردوغان من أوكرانيا لا يزال صعب التوفيق بينه وبين بوتين، خاصة وأن الرئيس الروسي يعتبر تلك القضية حاسمة لأمنها وسلامة أراضيها“.
واعتبر أنه “لا يمكن لأردوغان أن يتخلى عن الولايات المتحدة بشكل كامل؛ نظرا لأنه وبوتين ليسا على الطريق نفسه، في سوريا وأوكرانيا“.
وقال التقرير إن “أردوغان يحتاج على الأقل إلى وهم وجود خيار في التعامل مع بوتين للبقاء في اللعبة، هذه أيضا ورقة رابحة للولايات المتحدة“.
وتابع: “في غضون ذلك، لا يزال السوريون يعانون بالتزامن مع وجود عشرات الآلاف بين محتجزين ومختطفين ومفقودين، فيما تقترب مستويات الفقر من 90 % بعد عقد من الصراع وسوء الإدارة والفساد وتأثيرات الانهيار الاقتصادي اللبناني، إلى جانب وباء كورونا والعقوبات“.
وأردف التقرير أن “سوريا مقسمة إلى مناطق فعلية عدة، حيث يتنافس اللاعبون الدوليون في المسرح، إضافة إلى حلقات عنف لا تزال تختبر الهدوء النسبي خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية“.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.