سربت وسائل إعلام عبرية، عن أنّ شمريت مئير المستشارة السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، تقف في قلب عاصفة جديدة تجتاح الائتلاف الحاكم، وتتدخل بقرارات سياسية وإستراتيجية، فضلًا عن وقوفها وراء تسريبات خطيرة، علاوة على اتباعها سلوكًا يستهدف تهميش الموظفين المحيطين برئيس الوزراء.
وأشارت وسائل الإعلام، إلى أنّ ذاع صيت مئير كصحفية ومحللة للشؤون العربية بإذاعة الجيش الإسرائيلي “غالي تساهال”، وكانت قد ترأست تحرير موقع “المصدر” الإسرائيلي بالعربية، حتى إغلاق مكتبه قبل تعيينها مستشاره سياسية من قبل رئيس الوزراء بينيت.
وقالت القناة “أخبار 12” العبرية، إن “الانطباع بأن عنصر الانسجام والعمل في صمت يشكل أحد المكونات المهمة في استقرار حكومة بينيت – لابيد ربما يكون وهميا، وأن الأمور مختلفة تماما من وراء الكواليس، وأن مستشارة بينيت السياسية تحولت إلى عنصر توتر داخل الحكومة، ليس فقط في مكتب رئيس الوزراء، لكن فيما يتعلق بعلاقته بكل من وزير الخارجية ورئيس الوزراء البديل يائير لابيد، ووزيرة الداخلية ايليت شاكيد”.
ولفتت القناة، إلى شكاوى عديدة وردت من موظفين بمكتب بينيت، يتحدثون عن منهج ثابت لتهميش دورهم تقوده المستشارة السياسية، وكشفت أن القصة بدأت حتى قبل تشكيل حكومة بينيت – لابيد، بنحو 7 أشهر، وقتها كان زعيم “يمينا”، مترددًا بين السعي نحو تشكيل حكومة يمينية تضم حزب ”الليكود“ وزعيمه بنيامين نتنياهو، وبين تشكيل حكومة بالتعاون مع أحزاب اليسار.
وأكّدت القناة، إلى أنّ مئير تحولت إلى الشخصية الأقوى في مكتب بينيت عقب تشكيله الحكومة في يونيو/حزيران الماضي، وأكد بينيت للمقربين منه أن “شمريت مئير محل ثقة وتقدير كبيرين، وتعد سندا حقيقيا ولديها موهبة نادرة، هي حقا ضمن فريق الكبار، وأنها لعبت دورا كبيرا في النجاحات السياسية مع الأمريكيين والعالم العربي، وليس من السهل على الجميع فهم ذلك”.
وبحسب القناة، فإنه “بعد أسابيع من تشكيل الحكومة، نسبت مئير لوزير الخارجية لابيد تسريبا إعلاميا، قال فيه إن مكتب بينيت طلب مساعدته في ترتيب الزيارة إلى البيت الأبيض، وقالت إن لابيد بذلك يحاول تقزيم دور بينيت، وإن هذا التسريب كان بداية الحرب بين مكتبي بينيت ولابيد، وبلغ التوتر ذروته بعد أن نسبت تسريبات سياسية أخرى إلى لابيد”.
ونقلت “أخبار 12″، عن مصادر في مكتب وزير الخارجية لابيد، قولها إنهم “على قناعة أن مئير تقف وراء التسريبات في محاولة للمساس باسم لابيد، وهددوا بوقف التعاون معها، ومن هنا بدأ الانفجار، بينما يحاول كل من بينيت ولابيد التظاهر بأن العمل بينهما يسير بشكل منضبط”.
توريط الموساد
وأوضحت أن “الأزمة تفاقمت إبان إدارة ملف الزوجين الإسرائيليين المعتقلين في تركيا اللذين أطلق سراحهما بعد ذلك، وأن محادثات مغلقة أجريت في هذا الصدد، بمشاركة مئير، بعدها تم تسريب معلومات حساسة لم تذكرها القناة، تسببت في توتر بين جميع أطراف المحادثات”.
وسابقًا نبهت القناة، إلى أن هذه الأزمة انتهت بإعلان رسمي بأن رئيس جهاز الاستخبارات ”الموساد“ يعمل على هذا الملف مع نظرائه الأتراك، وأنه عنصر أساسي في القضية، وتسبب هذا الإعلان بصدمة في مكتب وزير الخارجية لابيد، وقالت مصادر إن مئير تريد تهميش دور لابيد، حتى ولو كان الثمن هو المساس بالعلاقات السرية لرئيس الموساد.
وردت مستشارة بينيت السياسية وقتها قائلة، “لا علاقة لها بهذه التسريبات، بينما لم يصدر بينيت نفسه تصريحات محددة تدل على إمكانية معاقبة من يسربون معلومات حساسة من الاجتماعات السرية”،
ونقلت القناة عن مصدر بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله، إن “بينيت ومئير يقودان خطا يقوم على التمركز ومن ثم تغيير الدماء، وإن هذا النهج جاء بناء على قرار إستراتيجي اتخذ لدى تشكيل الحكومة الحالية، وإن مئير تؤمن أن بينيت بحاجة للتعبير عن قطاع كبير من الجمهور، مقارنة بتوجهه الأساسي إسرائيلية دينية، الأمر الذي تمثل في سلسلة التعيينات التي أجراها لدى تشكيله الحكومة”.
في السياق، أشارت الصحفية المنتمية لشركة الأخبار العبرية دافنا ليئيل، عبر حسابها على تويتر، إلى ما يدور في كواليس مكتب رئيس الوزراء، كونها صاحبة السبق في كشف هذه المعطيات للجمهور.
وأعاد ناشط يدعى يائير ناتيف تغريدة ليئيل، وعلق مؤكدًا أن “ما يحدث يأتي ضمن صراع قوى بين شمريت مئير ووزيرة الداخلية أيليت شاكيد، فمئير تظن أن بينيت مضطر للميل نحو اليسار، وتعتقد شاكيد أن هذا الأمر محظور”.
وأشارت القناة، إلى أنّه يٌمكن ملاحظة طبيعة شخصية مئير من خلال حسابها الشخصي عبر تويتر، فعلى سبيل المثال، علقت على تغريدة دونها بينيت، بطريقة ملفتة للنظر، إذ غرد بينيت عبر حسابه قائلًا، “قمت بتعيين العميد احتياط مايك هرتسوغ سفيرا لإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، مايك هو الشخص المناسب في المكان المناسب، فخلال خدمته التي امتدت 40 عامًا بالجيش، تولى سلسلة من المناصب القيادية وساهم بشكل فعال في مفاوضات سياسية كثيرة”.
فجاء تعليق مئير القصير للغاية مثيرًا للتساؤل، مع احتمال أن يكون منسجما مع تقرير قناة “أخبار 12” بشأن نفوذها الكبيرة للغاية، وغردت تعقيبا على رئيس الوزراء بجملة عبرت عن أمنياتها بالنجاح، جاءت كالتالي “بالنجاح مايك!”، دون أي تفسير لوجود علامة التعجب التي أضافتها.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.