يديعوت – بقلم: اليشع بن كيمون “يعدّ لقاء أبو مازن وغانتس حدثاً تكتيكياً مع معادلة جد بسيطة: إن تعزيز السلطة الفلسطينية سيجلب هدوءاً خلف الخط الأخضر. فالبادرة الطيبة التي تلقاها أبو مازن في شكل زيادة تصاريح العمل والتقدم في المخططات الهيكلية، يفترض أن تشجعه على السيطرة على المدن الفلسطينية والقضاء على أعشاش الإرهاب لدى حماس.
الهدف الآن هو التهدئة في الضفة. هذا هو الحوار الجاري بين محافل الأمن، من قادة الألوية وحتى قائد المنطقة. يحاول الجيش الإسرائيلي توجيه نشاطه بين المستوطنين والفلسطينيين، ويفعل كل شيء كي لا يتعرض لحدث عنيف آخر يجبي حياة الإنسان. لأن مثل حدث كهذا أن يؤثر على مناطق أخرى ويؤدي إلى ضعضعة الاستقرار الأمني.
وعليه، فإن اللقاء الذي انعقد في رأس العين هو -حسب ما يراه جهاز الأمن- الجواب القاطع لهذا التخوف. غير أنه ينبغي الاعتراف بأن الواقع على الأرض مختلف. فمعطيات الإرهاب في ارتفاع دراماتيكي، والسيطرة على الفلسطينيين لا تترجم إلى أمن.
يتباهى المستوطنون بكمية الناس الهائلة الذين نجحوا بجلبهم إلى بؤرة “حومش” الاستيطانية الخميس الماضي. أما الآن فهم على مفترق طرق. باتت “حومش” في الوعي. وحسب رأيهم، فإن الصخب الجماهيري هو الذي منع إخلاء المدرسة الدينية حتى الآن. وإذا ما اختاروا “التهدئة” فإن “حومش” ستشطب من الوعي، وسيخلي جهاز الأمن المدرسة الدينية. ومن جهة أخرى، إذا “لم يهدأوا” وينظموا مسيرات جماعية أخرى، فسينشأ احتكاك وتوتر مع الفلسطينيين.
من المهم أن ندرك كيف ولد الحدث الجماهيري في “حومش”، فإلى جانب العملية ثمة محفز يتشكل لتواصل العلاقة بين غانتس وأبو مازن. كمية الأشخاص فاجأت حتى المستوطنين. بعد العملية التي قتل فيها يهودا ديمنتمن، جلس أعضاء حركة حومش – بمن فيهم الحاخام غادي بن زمرا، وعكيفا سموتريتش، ويهوشع شيرمن وبرلا برومبي، وتشاوروا معاً. كيف نأتي بالجمهور إلى “حومش”؟ طرح اقتراح لأن يؤتى بسياسي آخر يومياً إلى المكان، وادعى آخرون بأنه ينبغي تركيز الجهد في يوم الخميس في نهاية أيام الحداد السبعة. “قوة حومش” التي ضمت أيضاً رئيس مجلس السامرة يوسي داغان، وزعت العمل. بعضهم انتقل إلى المدرسة – مدرسة، معهد – معهد، وطلبوا من رؤساء المدارس الدينية تحرير التلاميذ في الظهيرة. “إذا وصل خمسة آلاف شخص سيكون هذا إنجازاً”، قال أحد الحاضرين قبل بضعة أيام من الحدث. أما النهاية فكلنا رأيناها. كان هذا استعراضاً مهماً للقوة.
المعطيات التي نشرها الجيش الإسرائيلي أمس تظهر ارتفاعاً دراماتيكياً في الإرهاب. حسب الجيش، يقع في الضفة يومياً أكثر من 17 حدثاً إرهابياً بالمتوسط. وهذا يكاد يكون غير معقول. قد نفهم لماذا يخاف اليمين من اللقاءات مع أبو مازن. فالرجل يحول الرواتب لقتلة الإسرائيليين. ولتوه سيبدأ بالدفع لقتلة ديمنتمن. وهذا يستوجب أن يكون على الطاولة في كل حديث، ومحظور تجاهل هذه الحقيقة. وعلى الرغم من هذه الأقوال، فإن غانتس يسير بكل القوة مع أبو مازن. الرئيس الذي يصارع أيامه الأخيرة بحاجة اليوم ليري بأنه يقوم بأعمال تخفض الإرهاب وتعيد الأمن، والا فإن الوضع في الضفة سيتفجر في وجوهنا.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.