نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، عن اثنين من مديري الموساد السابقين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، يقوم بعمل أفضل في التعامل مع القضايا الإيرانية والفلسطينية من سلفه بنيامين نتنياهو.
وقالت الصحيفة، إن مديرا الموساد السابقان داني ياتوم وإفرايم هاليفي، قارنا أسلوب بينيت في محاولة التوافق مع إدارة بايدن مع أسلوب نتنياهو في الميل إلى خلافات السياسة العامة بشأن إيران.
وسألت الصحيفة، كلاهما عما إذا كان هذا لا يزال صحيحًا بعد جولات متعددة من التصريحات العدوانية الأخيرة التي أدلى بها بينيت وغيره من كبار الوزراء ومسؤولي الجيش الإسرائيلي حول الاستعداد للانفصال عن الولايات المتحدة بشأن إيران.
ونقلت الصحيفة، عن ياتوم قوله أن “نتنياهو كان لديه الكثير من التصريحات ضد سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران”، أما بينيت لا يوجد لديه هذا العدد الكبير ، مشيراً إلى أن سياسة بينيت تشبه في الأساس سياسة الحكومة السابقة: والهدف ما زال “تشديد العقوبات وإحداث وضع يكون فيه ضغط مستمر على إيران يستمر في الإضرار باقتصادها” لحملها على تغيير سلوكها.
وأضاف ياتوم للصحيفة، أنه ليس لدى إسرائيل لغة مشتركة ومتفق عليها مع الولايات المتحدة، لكن العلاقات بين بينيت والرئيس جوبايدن أفضل بكثير من العلاقات بين نتنياهو والرئيس السابق باراك أوباما.
وأشار ياتوم، إلى أن العلاقات بين ترامب ونتنياهو كانت وثيقة للغاية، وأن نتنياهو أقنع ترامب بأنه بحاجة إلى الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 ومواصلة العقوبات والضغط على إيران، مؤكدا أنه كان من الخطأ أن يضغط نتنياهو على ترامب، وخطأ ترامب لإخراج الولايات المتحدة من الصفقة؛ لأن الوضع مع إيران كان أفضل بكثير قبل أن يترك ترامب الصفقة.
وبشأن المفاوضات الإيرانية الحالية، قال ياتوم: “آمل أن تبدأ القوى العالمية في فهم لعبة إيران المزدوجة من ناحية، يتحدثون كما لو كانوا يريدون سلامًا واتفاقًا، لكنهم بعد ذلك يواصلون وضع العقبات وسحب الأشياء لاستغلال هذه الفترة الزمنية وتعزيز المزيد من البنية التحتية لبرامجهم النووية.
وأوضح ياتوم، أن إيران على عتبة دولة نووية وأن الأمر يحتاج فقط إلى القرار السياسي من آية الله الخامنئي ليجمع كل شيء كقطعة واحدة في صاروخ.
وأضاف ياتوم، أن تطوير سلاح نووي ووضعه على صاروخ يستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام أخرى، حيث تمتلك دولة العتبة النووية جميع المكونات، ولكنها لا تحتوي على قنبلة، لكنها تواصل العمل للاقتراب من “سلاح نووي قابل للإطلاق.
وحذر ياتوم، من أن “إيران ستتمتع قريباً بوضع دولة عتبة … ودولة العتبة ليست دولة نووية، لذلك لا يمكن معاقبتهم لانتهاكها اتفاقيات حظر انتشار الأسلحة النووية، إنها تحصل على فوائد كلا العالمين.”
وأشار ياتوم إلى أنه في الأشهر الأولى من ولاية بينيت، أراد بايدن بوضوح أن يقدم له الدعم بعد أن أزاح نتنياهو، لذا فإن “الشيء الوحيد الذي نُشر” من اجتماعهم الأول كان “لن تحصل إيران على قنبلة نووية، مضيفا أن وزير الخارجية الأمريكية،أنتوني بلينكن قال ذلك أيضًا، وإنجلترا وألمانيا “.
لكن في الوقت نفسه، أشار ياتوم إلى أنه قبل أشهر ، “لم يتحدث أحد عن خيار عسكري. كانت هناك بالفعل إشارات على وجود خلافات بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة حول الصفقة النووية، لكن بعض التصريحات الأخيرة الصادرة عن إنجلترا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوضحت: إذا كانت هناك حاجة لاستخدام القوة ضد إيران، فعندئذٍ سيستخدمون القوة، لم تسمع هذه التصريحات من القوى العالمية من قبل”.
وحذر ياتوم، أنه وعلى الرغم من خلافات إسرائيل مع الولايات المتحدة، فإنه ممنوع التفجير في وجه الأمريكيين، وأن إسرائيل بحاجة إلى الولايات المتحدة، مؤكدا أنها أفضل وأقوى حليف لإسرائيل، “يمكننا أن نجادل ونختلف خلف الأبواب المغلقة، لكن يجب ألا تكون هناك دعاية عامة حول الخلافات. أنصح بالتحدث مع الأمريكيين على انفراد، ولكن لا أنصح بتسريب أي شيء، الأمريكيون سيقدرون موقفنا أكثر بكثير إذا أبقينا أفواهنا مغلقة “، حسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة، أنه فيما يتعلق بتصريحات بينيت العدوانية الأخيرة بشأن الولايات المتحدة وإيران، قال ياتوم إن بينيت “لم يخلق أزمة كاملة، لكنها تسببت في ضرر، كل التصريحات العامة تسببت في ضرر وهو أمر مؤسف ولكن لا يزال من الممكن إيقافه “.
وأكد ياتوم للصحيفة، أن “إيران لا تزال تشكل الخطر الأكبر على إسرائيل، وعلى الجيش الإسرائيلي أن تحافظ على الخيار العسكري فقط دون الحديث عن ذلك كثيرًا.
ونقلت الصحيفة، عن ياتوم قوله، إن إسرائيل بحاجة إلى قبول الصفقة حتى لو كانت سيئة، لكن عليها خلف الأبواب المغلقة، أن تُظهر للولايات المتحدة تداعيات أي صفقة جديدة، متسائلا عن الدعم الذي ستحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة، إذا لم يمتثل الإيرانيون لقيود الصفقة [النووية]؟ ماذا يحدث لو خرقت إيران الصفقة؟ .. كيف نتأكد من إعادتها إلى حدود الصفقة؟ قال ياتوم “يجب أن يكون هذا هو التركيز”.
وأضاف ياتوم، إنه يجب أن تكون هناك خطط “للإضرار بأي تقدم للتسليح الإيراني نحو قنبلة”.
ونقلت الصحيفة، عن هاليفي أن “الاختلاف بين سياسة الحكومتين السابقة والحالية هو في الأسلوب أكثر منه في الجوهر. في الشرق الأوسط … النمط عنصر مهم جدا للعلاقات …. أعتقد أن الرسالة الأكثر وضوحا للحكومة الجديدة بعد أكثر من ستة أشهر هي أنها تدير سياساتها ومفاوضاتها بروح ملائمة لتمكين الحوار بدلا من المواجهة.
وأضاف، هذا لا يعني أن إسرائيل غيرت مطالبها الأساسية فيما يتعلق بالسياسات النووية الإيرانية، بعدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي عسكري. وقال “لا يوجد تغيير على ذلك”، مشيراً إلى أن الهدف هو “جلب إيران إلى وضع تبدأ فيه بإدراك أن تغيير السياسة ليس شيئًا مفروضًا عليها فحسب، بل هو أمر قد يفيدها”.
وحسب الصحيفة، أن فيما يتعلق بالساحة الفلسطيني أكد ياتوم: أنه لن يحدث شيء بين إسرائيل وبين الفلسطينيين من الحكومة الرسمية، وأنه لا يرى أنه سيحدث لقاء بينيت مع أبو مازن، لأن التحالف سيسقط ، على الرغم من اعتقاده أنه يجب لقاء أبو مازن.
وأثنى ياتوم، على لقاءوزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، بأبو مازن وأيضًا مع الملك عبد الله، مشيرا أن إسرائيل بحاجة إلى مواصلة التحدث إلى الفلسطينيين، بسبب التنسيق الأمني، كما يعتمد الاقتصاد الفلسطيني على الاقتصاد الإسرائيلي، فعندما يكون هناك العديد من الفلسطينيين العاملين في إسرائيل، تسير الأمور على ما يرام، حسب الصحيفة.
وحذر ياتوم من أن إسرائيل بحاجة إلى إظهار المزيد من التصميم ليس فقط في محاربة الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولكن أيضًا في مكافحة “الأعمال الإرهابية التي تقوم بها مجموعات المستوطنين المتطرفة”، مؤكداً أن الجناح اليميني في حكومة بينيت لا يفهم “مدى خطورة مشكلة المتطرفين اليهود، وعليهم أن يمنحوا الجيش الإسرائيلي الدعم الكامل” لفرض النظام.
وأضافت الصحيفة، أن ياتوم قال فيما يتعلق بغزة: “نحن سعداء للغاية حتى الآن بالهدوء مع غزة، أعتقد في الغالب لسببين. أولا، حماس مرفوعة. إنهم يعرفون أنه ليس من الجيد لهم أن يبدأوا صراعًا آخر الآن. ثانياً: الوساطة المصرية نجحت في مهمتها، فهم يعرفون كيف يضغطون على حماس، ويجب أن يستمر الحوار للحفاظ على الهدوء.”
ووفقاً للصحيفة، أكد ياتوم أن إسرائيل بحاجة إلى إيجاد طريقة لإيصال الأموال إلى غزة للعائلات التي تحتاجها”، ومحاولة استكشاف أفكار أخرى لتحسين الوضع الاقتصادي في غزة من أجل تثبيط جولات جديدة من الصراع.
كما أكد هاليفي، أن الأسلوب الأفضل الذي تتبعه حكومة بينيت قد أتى ثماره للفلسطينيين “.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.