أكّد خبيرٌ أمنيٌّ إسرائيليٌّ، صاحب صلاتٍ وطيدةٍ جدًا في المؤسسة الأمنيّة والعسكريّة بكيان الاحتلال، أنّ المعركة على رئاسة جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” ستُحسم قريبًا، في ظلّ العديد من التحدّيات الواضحة التي يُواجِهها الجهاز.
وأوضح يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة “يسرائيل هايوم” العبريّة، أنه “في الأيام القريبة القادمة سيعين رئيس جديد لجهاز الأمن العام (المخابرات)، ويتنافس على المنصب الشاغِر اثنين يخدِمان في الجهاز، يُمنع نشر اسميهما من قبل الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ قائد الجهاز المُنتهية ولايته أعلن أنّه لن يُوصي على أحدٍ من بين الاثنيْن، وفق ما قالت له المصادر الأمنيّة عالية المُستوى في تل أبيب.
وتابع المُحلِّل قائلاً: “الرجلان يتكلمان العربية، وكلاهما من خريجي صندوق “فاكسنر”، وهنا تنتهي أوجه الشبه بينهما ويبدأ الفرق الجوهري؛ الأول، يمثل عالم الاستخبارات الكلاسيكي لجهاز “الشاباك”، والثاني العالم العملياتي، وكلاهما جدير جدًا، علمًا بأن للثاني ميّزة معينة بكونه النائب القائم، وكذا على خلفية ماضيه في “سييرت متكال”، المحببة على نحو خاص لدى من سيقوم بتعيينه، أيْ رئيس الوزراء بينيت”.
وبيّن الخبير أن “أرغمان في فترته كرئيس للشاباك، دفع إلى الأمام بمجالين أساسيين: الأول، الربط العملياتي- الاستخباري، والذي طرفه فقط وجد تعبيره في حملة “حارس الأسوار” في غزة. والثاني، التكنولوجي؛ حيث نفّذ الجهاز قفزةً هامّةً في القدرات وفي الجواب”.
وحذّر المُحلِّل، اعتمادًا على نفس المصادر، حذّر من أنّ مَنْ سيخلف أرغمان في رئاسة المخابرات الإسرائيلية “ستكون لدية 3 تحديات مركزية”، الأول، ولد خلال العدوان الأخير على غزة، والذي أطلق عليه الاحتلال حملة “حارس الأسوار”، حيث وقعت اضطرابات في المدن المختلفة بين العرب واليهود بالدخل الفلسطيني المحتلة عام 1948، و”عثر على تيارات عميقة في المجتمع العربي، ما يستوجب البحث عن جواب مبكر للمشكلة”.
والتحدي الثاني، هو السلطة الفلسطينية، “فرئيسها محمود عباس يوجد في أواخر عهده، شعبيته في حضيض غير مسبوق، على خلفية قراره تأجيل الانتخابات، وبعد الشعبية التي حققتها حماس حول أحداث القدس، وبديله سيكون، باحتمال عالٍ، أكثر تطرفا منه، ومن شأنه أن يسعى للتعاون مع حماس”، بحسب زعمه.
ونبه بأن “الشاباك رغم أنه يقيم اتصالاً جاريًا مع عباس ورجاله، ولكن عليه أنْ يستعّد الآن لاستبداله، لأنه يعرف كيف يتصل مع كل المرشحين، وبالأساس أنْ يكون يقظًا، ويُشخِّص، ويُخطِر مُسبقًا بالتغييرات المتوقعة، التي سيكون لبعضها معنى سياسي، اقتصادي، وأمني كبير”.
وأما التحدي الثالث، فهو داخل الجهاز، ولكن “توجد له تداعيات عملياتية واسعة، لقد أجرى أرغمان إعادة تنظيم واسعة في شعبة السايبر في “الشاباك”، أمّا الآن، فمطلوب قرارات دراماتيكية في المجال لأجل رفع مستوى قدراته، القرار الأساس الذي سيكون بديله مطالبا به هو؛ هل سيبقي الفصل بين شعبة السايبر وشعبة البنى التحتية التكنولوجية (IT)، أم سيتم الربط بينهما؟”، على حدّ تعبيره.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.