برر مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي تزايد الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سورية بأنه تجري هناك “عدة محاور مقلقة، من دون موافقة الروس وخلافا لموقف الرئيس السوري، بشار الأسد، وتدل على جهد إيراني للاستقرار في هذه الدولة”، حسبما نقل عنهم المحلل العسكري في موقع “واللا” الإلكتروني، أمير بوحبوط.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن أحد أبرز هذه المحاور هو “المجهود الإيراني لنقل أنظمة دفاع جوي من إنتاج الصناعات الأمنية الإيرانية إلى سورية، من أجل الدفاع عن قواعد الميليشيات الموالية لإيران، ونقل أنواع أخرى من الأسلحة”.
وتابع بوحبوط أنه وفق تقديرات من وصفها بـ”مصادر في الشرق الأوسط”، تعتزم إيران نصب أنظمة دفاع جوي، كي تشغلها الميليشيات الموالية لإيران ضد الطائرات الحربية الإسرائيلية في سورية، “من أجل منع هجمات إسرائيلية ضد التموضع الإيراني الذي يشمل بالأساس تهريب أسلحة”.
وأضاف أن المحور الثاني يشمل “تهريب طائرات مسيرة من صنع إيراني إلى سورية، ومن هناك إلى لبنان وكذلك إلى قطاع غزة”. واعتبر بوحبوط أن اعتراض إسرائيل لطائرة مسيرة كانت متجهة نحو البحر في قطاع غزة، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي، هو دليل على تهريب هذه المسيرات إلى القطاع.
ونقل بوحبوط عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إن “الطائرات المسيرة الإيرانية هي مشكلة عالمية. وهي تقلق جدا دولا كثيرة، وخاصة دول المنطقة. والإيرانيون أغرموا بأسلوب الطائرات المسيرة لأنهم اعتقدوا أنها تسمح لهم بالعمل بشكل مختلف. وأحداث السنة الأخيرة، وخاصة أحداث ’ميرسر ستريت’ (ناقلة النفط التي تعرضت لهجوم)، أحرجتهم جدا في العالم. وتدرك الدول في العالم اليوم أن هذا الهجوم الذي نُفذ بطائرة مسيرة، هو هجوم نفذه الإيرانيون وبتوجيههم. وإلى جانب إسرائيل، نرى أن دولا أخرى في العالم أصبحت قلقة من تهديد الطائرات المسيرة”.
وأضاف الضابط الإسرائيلي أن “الطائرات المسيرة الإيرانية تستخدم لعدة أهداف: تنفيذ هجمات بواسطة طائرات مسيرة انتحارية، وجمع معلومات استخبارية وتنفيذ نقليات أيضا. ونحن نتابع التطورات في هذا المجال”.
وبحسب مصادر في الجهاز الأمن الإسرائيلي، فإن استخدام الطائرات المسيرة والمسافات التي تحلق إليها، من شأنها أن تمنع إثبات الجهة التي تنفذ الهجوم “بهدف ألا تتمكن أجهزة الاستخبارات من ربط جهة ما بنشاط إرهابي”.
وقال المسؤولون الامنيون الإسرائيليون إن “المحور الثالث هو المجهود الإيراني لنقل قسم من قوافل تهريب الأسلحة في سورية إلى محاور قريبة، تتواجد فيها قواعد روسية من أجل الحصول على حماية أنظمة الدفاع الجوي الروسية. والتحرك في محاور محاذية لقواعد روسية تمنع الطيارين من مهاجمة منطقة توصف بأنها حساسة. وموقع حساس آخر هو قاعدة عسكرية مختلطة يتواجد فيها جنود سوريون وروس”.
وأشار بوحبوط إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، استعرض التطورات في الشرق الأوسط عامة وفي سورية خاصة أمام المستوى السياسي. كذلك استعرض كوخافي “مستويات التحرك وفقا لخطورة الأحداث التي تشكل خطرا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية في المديين القريب والبعيد.
وأضاف أن مسؤولين أمنيين تحدثوا حول هذا الموضوع، الشهر الأخير، وقالوا إن “المستوى السياسي سيطالب قريبا بدراسة تحركات إسرائيل ضد مصالح إيرانية في الشرق الأوسط من أجل ردع الإيرانيين من العمل ضد إسرائيل بواسطة أذرعهم”.
“مصالح إسرائيلية – سورية – روسية مشتركة”
من جانبه، اعتبر المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشواع، أن تكثيف الهجمات الإسرائيلية يعكس مصالح مشتركة بين إسرائيل وسورية وروسيا.
وأشار يهوشواع إلى أن الهجمات الإسرائيلية في سورية ازدادت خلال الشهر الأخير بنسبة 15%، بادعاء منع تموضع إيران في سورية ومنع نقل أسلحة إليها.
وبحسب يهوشواع، فإن “الأسد لا يعاني من أسرائيل تبعد الإيرانيين من أراضيه. وربما العكس، وأن هذا يخدم مصالحه. وذلك بالرغم من أنه يطلق صواريخ مضادة للطائرات”.
وتابع أن “الهجمات الإسرائيلية تخدم المصالح الروسية في صراعهم ضد الإيرانيين حول السيطرة في مناطق إستراتيجية في سورية”.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.