يستعد الفلسطينيون في قطاع غزة لاستقبال عيد الفطر السعيد بصناعة أصناف مختلفة من المأكولات والحلويات التي تزداد رواجاً خلال أجواء العيد، وتخلق فرص عمل للعديد من الطبقات الفقيرة والعاطلة عن العمل.
وتعد صناعة ”السمك المدخن والفسيخ” إلى جانب صناعة ”الكعك والمعمول” من الأصناف التي اعتاد سكان القطاع على تناولها خلال أيام عيد الفطر.
كذلك، تستغل العديد من الأسر في أيام عيد الفطر السعيد لصناعة ”الكعك والمعمول” من أجل بيعه والاسترزاق من ورائه في محاولة منهم تلبية احتياجاتهم المعيشية بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يواجهها قطاع غزة المحاصر منذ 16 عاما.
الكعك والمعمول
السيدة أم رمزي نصار التي تتخذ من صناعة ”الكعك و المعمول” مهنة لها لمساعدة أسرتها تقول “نحن نقوم بصناعة الكعك والمعمول بكميات كبيرة وخاصة في المناسبات مثل الأعياد، وهذه فرصة لنا بأن نصنع ونبيع الكعك و المعمول الذى يكثر عليه الطلب لدى الأسر في قطاع غزة بشكل كبير”.
وتوضح السيدة نصار، أنها تتخذ من منزلها مكان للشغل بمساعدة بناتها اللواتي يقمن بعجن وتقطع وخبر لكعك العيد، وتأمل السيدة نصار أن يكون هذا العيد خير وسعادة على كل أهل قطاع غزة، الذين يعيشون ظروفا صعبة.
وعبرت ابنتها سوار عن سعادتها و هي تقوم برص صفوف الكعك في صينية كبيرة من أجل وضعها في الفرن لكى تقوم بخبزها، موضحة خلال حديثها لقناة ”الغد”، أن كعك العيد هو طقس متوارث عن الآباء و الأجداد.
ويعد الكعك أحد حلويات العيد، ويعتبر من الحلويات العربية والشرقية الأصيلة، واشتهر كعك العيد الفلسطيني في بلاد الشام والشرق الأوسط، حيث يتميز بطعمه الشهي، وعادةً ما يكون الكعك الفلسطيني على شكل أساور أو حلقات.
الفسيخ أصوله مصرية
ومن طقوس العيد على مائدة الأسر في قطاع غزة ”السمك المدخن والفسيخ” والذى يعد طبقا رئيسيا، يحبه الصغار والكبار، ويقول الشاب العشريني جمال إن وجبته المفضلة في صباح العيد هي “الرنجة”، فلها مذاق خاص ونكهة مميزة خاصة في العيد، على الرغم من وجودها طوال العام.
فصناعة ” السمك المدخن و الفسيخ ” وكذلك الفسيح له طرق خاصة وفق ما قاله علاء الرحال (42 عاما)، والذى كان يقف وسط مجموعة من العاملين معه وهم يجهزون أسماك “الرنجة” استعدادا لعيد الفطر، فمجموعة تقوم بالتنظيف وأخرى تعلق السمك استعداد لتدخينه ومن ثم تجهيزه للسوق.
ويقول علاء، “نحضر أسماك مكاريه وسردينة من أجل صناعة السمك المدخن (الرنجة)، كما نقوم بصناعة السمك المدخن الذي يعرف باسم (الرنجة المصرية) التي يكون لها رأس وغير مقطوعة، وأنواع أخرى مثل الجرع والبوري وكذلك سردينة صغيرة وكبيرة لصناعة الفسيخ المملح”، ويتم تخزين الفسيخ (الكبس) قبل شهر على الأقل حتى يأخذ طعمه المالح ويكون جاهز للأكل.
والفسيخ هو أحد الأكلات الموسمية، التي تتكون من سمك مخمر أو مجفف مملح، ويتناول أهالي غزة الفسيخ صباحًا بعد صلاة العيد، أو وقت الغداء، حيث يقدم مع صلصة البندورة المقلية وشرائح البصل، ويشربون بعده كميات كبيرة من المياه، ويتذوقون الحلويات.
وأول من صنع الفسيخ وأكله هم المصريون القدماء، ويتم عمله من عدة أنواع من السمك؛ أبرزها البوري والجرع والدنيس والغبص والسردينة وغيرها.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.