تقرير: في غزة.. سعر رغيف الخبز مُرشح للارتفاع طالما استمرت الأزمة الروسية الأوكرانية

رُغم محاولات الجهات المختصة في قطاع غزّة، التخفيف من حدة أزمة القمح التي نشأت بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وذلك عبر توفير مخزون استراتيجي من القمح، بالإضافة إلى الميزة النوعية لسكان غزّة بوجود الأونروا التي يستفيد قرابة 80% من سكان القطاع من خدماتها؛ لكِن نفاذ المخزون الاستراتيجي من القمح فاقم معاناة سكان غزّة الذين تتجاوز نسب الفقر والبطالة في صفوفهم الـ80%.

نفاذ مخزون القمح، دفع بجهات الاختصاص لإعادة الاستيراد بأسعار مرتفعة مع ارتفاع أسعار النقل؛ الأمر الذي انعكس على أسعار الدقيق وبالتالي على سعر رغيف الخبز الذي يسد جوع فقراء غزّة؛ فأيّ تداعيات سيتركها ارتفاع الأسعار على فقراء غزّة وعلى نقاط التوزيع التي يعمل بها مئات الأشخاص، فهل ستغلق أبوابها في ظل فروق الأسعار وتفضيل المواطنين شراء رغيف الخبز من مصدره؛ حتى لا يتحمل زيادة الأسعار في ظل الغلاء الفاحش الحالي.

بدوره، أكّد رئيس جمعية أصحاب المخابر بغزّة، عبد الناصر العجرمي، على أنَّ ارتفاع سعر ربطة الخبر، يعود إلى ارتفاع أسعار الدقيق عالمياً ومحلياً، لافتاً إلى أنّه خلال الأربعة شهور الماضية، كان هناك حفاظ على عدم الارتفاع بسب وجود مخزون استراتيجي؛ لكِن نفاذ المخزون؛ وبالتالي استيراد قمح جديد عبر المعابر أدى إلى ارتفاع سعر القمح.

وقال العجرمي، “: “إنَّ سعر الربطة الخبز بوز 2 كيلو و600 غرام في المخابز يبلغ 8 شواقل، وفي نقاط التوزيع 9 شيقل لكل ربطة”، مُوضحاً أنَّ ارتفاع أسعار الخبز لن يؤثر على نقاط التوزيع؛ لأن الخبز سلعة ضرورية سيشتريها المواطن مهما ارتفع سعرها.

وتوقع ارتفاع أسعار الدقيق في الفترة القادمة، مُضيفاً: “استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا يعني أنَّ المؤشرات سوداوية، لأنَّ روسيا وأوكرانيا تستحوذان على 30% من القمح؛ وبالتالي الأسعار قابلة للزيادة”.

وبيّن العجرمي، أنَّ تطبيق وزارة المالية الإعفاء سيؤدي إلى انخفاض الأسعار، داعياً إلى تجديد الإعفاء الضريبي لغزّة والضفة الذي ينتهي بنهاية الشهر؛ حتى تنخفض أسعار الدقيق؛ وإلا فسيكون الوضع في الضفة سيئاً وفي غزّة أسوأ.

من جهته، رأى أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر بغزّة، معين رجب، أنَّ “الخبز سلعة غذائية ضرورية مُهمة؛ لجميع الطبقات وخاصة الفقراء التي تُعاني من كافة الجوانب؛ وارتفاع سعر ربطة الخبز بنحو 20% سيزيد من تفاقم معاناتهم”، مُشيراً إلى أنَّ مجتمع غزّة في معظمه فقير.

واستبعد رجب، ، أنَّ يؤثر ارتفاع سعر رغيف الخبز على نقاط التوزيع التي تحصل على الخبز من المخابز؛ لأنَّ الطلب على هذه السلعة كبير، ولا يوجد بدائل لها من سلع أخرى؛ وبالتالي التشغيل سيبقي قائماً ولن تتضرر النقاط لأنَّ لها زبونها الخاص.

وأشار إلى أنَّه بإمكان الحكومة إيجاد بدائل للتغلب على الأزمة الروسية – الأوكرانية، من خلال استخدام زراعة القمح؛ للتغلب على الأزمة وبالتالي التقليل من حدة الأزمة.

وفي ختام حديثه، شدّد رجب، على أنَّ العالم محكوم بفئة الكبار والذين يتخذون قرار السلم والحرب، والتي لها تداعيات على سعر سلعة القمح الذي أدى لارتفاع الأسعار عالمياً ومحلياً.

Comments are closed.