أول تعليق من عائلة غوادرة حول مسؤولية ابنيها عن عملية “غور الأردن”

شكك المواطن وليد أحمد سعيد غوادرة (تركمان)  برواية الاحتلال الذي زعم أنه اعتقل ابنه محمد (22 عامًا)، وابن عمه محمد ماهر أحمد غوادرة (تركمان) (18 عامًا)،بتهمة تنفيذ الهجوم على حافلة اسرائيلية في غور الأردن ظهرًا.

وفي حديث لصحيفة القدس المحلية ، من منزله في حي الهدف غرب جنين، قال المواطن الستيني: “كل ما وردنا من أخبار هي من وسائل الإعلام، ومصدرها الاحتلال الاسرائيلي، لذلك نحن لا نتعاطى معها، ولا نصدقها، لأننا لا نثق بالاحتلال الذي لم يقدم أي دليلاً على تنفيذ العملية”.

وأضاف: “لن أصدق حتى أرى في عيني، وأسمع بالدليل حول العملية، فابني لا ينتمي لأي تنظيم، وليس له  أي نشاط سياسي، وبالتالي لدينا شكوك كبيرة في رواية الاحتلال”.

في مدينة جنين ولد الشاب محمد غوادرة قبل 22 عامًا، ليكون الأخير من بين أفراد عائلته المكونة من 5 أفراد، ويقول والده: “لم يهتم بالسياسة أبدًا، وتعلم في مدارس جنين، حتى أنهى الثانوية العامة، ثم توجه للعمل في عدة مهن حرة مثل البناء، والزراعة، وقد أبدع في زراعة النخيل”.

منذ سنوات، يعمل محمد مع والده وليد في البناء أو متابعة مزرعة النخيل التي يملكها والده في قرية الجفتلك في الأغوار، لذلك يعتبر والده وجوده في منطقة الأغوار اليوم طبيعي، وعادي، ويقول: “يقسم حياته بين منزلنا في جنين وفي الجفتلك، وأحيانًا يقيم هناك لمتابعة المزرعة التي نملكها، وهو حريص على عمله، و ملتزم جدًا، لذلك نريد معرفة الحقيقة”.

وفي ظل تضارب الروايات حول العملية، يرجح الوالد غوادرة الرواية التي نقلها بعض شهود العيان، بأن محمد و ابن عمه كانوا عائدين من المزرعة في الطريق إلى جنين، و قد شاهدوا حاجزًا اسرائيليًا في المنطقة، ولكون السيارة غير قانونية، قام بالالتفاف والهرب حتى لا يقع في قبضة الاحتلال.

ويقول: لا ندري بعد ذلك كيف اشتعلت المركبة، و ماذا حصل معهم، لكن في كل الأحوال لا نثق بكل ما يقوله الاحتلال، وسنتوجه للارتباط الفلسطيني للتدخل ومعرفة ما حدث وتفاصيل القضية”.

و بينما تتوافد جماهير من جنين ومخيمها لمنزل عائلة غوادرة للتضامن معها وسط مشاعر السخط والغضب، بعد مشاهدة صور ابنها، طالب والده، المؤسسات الحقوقية، والصليب الأحمر بزيارة المحمدين، ومتابعة أوضاعها وحالتهما الصحية، خاصة وأن مصيرهما مجهول، و لدينا قلق على حياتهما. كما قال.

وفي السياق، تخيم أجواء القلق والتوتر في  في منزل عائلة الطالب الأسير الجريح محمد  ماهر غوادرة 18 عامًا.

وعجزت الوالدة أم أحمد، عن الحديث والتعبير عن مشاعرها وصدمتها وقلقها على حياة ابنها محمد السادس في عائلتها المكونة من 8 أفراد، والطالب في الثانوية العامة.

و قال سامر غوادرة عم الأسير محمد ماهر، “لا يوجد لدينا أية معلومات حول ما حدث، ولماذا احترق المحمدين، وقد تدخل الارتباط الفلسطيني، وأجرى اتصالات مع الجانب الإسرائيلي، لكن الاحتلال يرفض الإدلاء بأي معلومات حول مصيرهما والحادث”.

وأضاف: “لم نتلقى اتصال من أي جهة للاطمئنان على حالتهما الصحية، والأنباء المتضاربة تزيد من قلقنا وتوترنا، فهل الاحتلال قدم لهما الاسعاف والعلاج، أم ما زال يخضعهما للتحقيق، نريد معرفة الحقيقة، لكن هناك صمت من كافة الجهات والمنظمات الانسانية والدولية”.

 وذكر غوادرة، أن محمد، يعيش حياة طبيعية مستقرة، ويحمل الهوية الإسرائيلية، كون والدته فلسطينية من الداخل وتحمل نفس الهوية، ويرتبط بعلاقة جيدة مع ابن عمه محمد وليد، ويعملان معًا، في المزرعة الواقعة في الجفتلك برعاية والده، كما أن محمد، طالب منتظم في الثانوية العام منذ بداية العام الدراسي الجديد.

وأضاف: “طوال العطلة الصيفية، عملا مع والده وابن عمه في المزرعة، ولم يكن لهما أي انتماء حزبي أو نشاط سياسي، وكلاهما، يحبان هذه المهنة، ويواظبان على الزراعة، لذلك لا يمكن تصديق الرواية الإسرائيلية”.

وعبر عن التأثر والصدمة من هول الصور التي نشرها الاحتلال، مطالبًا كافة الجهات المعنية وفي مقدمتها المنظمات الطبية، بالضغط على الاحتلال، للكشف عن مصيرهما، وضمان توفير العلاج لهما في ظل ما تعرضا لها من حروق رهيبة ومثيرة للهلع.

وقال: “نعيش على أعصابنا، كوابيس رعب، فما زالت أخبارهما مقطوعة ومصيرهما مجهولاً، فلمن نتوجه، والاحتلال يتكتم على كل المعلومات، ويمنع محامي مؤسسات الأسرى من التواصل معهما وزيارتهما”.

Comments are closed.