أعلنت تركيا يوم الخميس، أنها ستواصل الرد على الهجمات التي تنطلق من شمال سوريا، لافتة إلى أنها تختار الأهداف “بحرص”، فيما حذّرت موسكو من أن إطلاق أنقرة “عملية برية” في سوريا سيزيد من التوتر في المنطقة.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لنظيره الروسي سيرجي شويجو في اتصال هاتفي، إن أنقرة ستواصل الرد على الهجمات التي تنطلق من شمال سوريا، بعد أن طلبت موسكو من أنقرة تجنب هجوم واسع النطاق في سوريا.
وذكرت وزارة الدفاع التركية في بيان، أنّ أكار أبلغ نظيره الروسي أن “أولوية تركيا هي درء التهديدات الإرهابية (من شمال سوريا) بشكل دائم”، مشيرة إلى ضرورة الالتزام بالاتفاقيات السابقة بشأن هذه القضية.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” الروسية عن المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، تحذيرها من أن إطلاق تركيا لعملية عسكرية برية في سوريا “سيزيد من التوتر في المنطقة”.
ووعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بتوسيع العملية، وقال إن أنقرة ستتوغل برياً في الوقت الذي تراه مناسباً.
مبعوث روسي: تركيا قد “تتراجع”
وفي وقت سابق الخميس، قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، إن موسكو على استعداد لتوفير منصة للقاء رئيسَي سوريا وتركيا، مشيراً إلى أن أنقرة “قد تتراجع” عن القيام بعملية عسكرية برية مقررة شمالاً.
وأضاف لافرينتييف في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”: “أعتقد أن موسكو ستكون مستعدة لتوفير منصة للقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد، إذا كانت هناك رغبة مشتركة بين الجانبين. أنا لا أشك في ذلك”.
وعلى الرغم من عدم وجود تأكيدات من قبل أنقرة حول إمكانية التراجع عن عملية برية في سوريا، قال المبعوث الروسي إن “هناك احتمالاً لعدول تركيا عن القيام بعمليتها البرية”.
ضربات تركية
في غضون ذلك، قالت ثلاثة مصادر محلية لوكالة “رويترز” إن هناك طائرات تركية مسيرة تستهدف منشآت نفطية رئيسية تديرها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، في ضربات جوية أدانتها الولايات المتحدة بشدة.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن عشرات من بينهم 11 من مقاتليها، لقوا حتفهم في الضربات، وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها تركيا منهجياً حقول النفط في المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
وأفادت 3 مصادر في مدينتي القامشلي والحسكة السوريتين، بأن الطائرات المسيرة التركية قصفت منشآت نفطية في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء قرب القامشلي، وأيضاً في منطقة الرميلان الغنية بالنفط التي توجد بالقرب منها قوات أميركية.
وأوضحت المصادر التي على اتصال بشخصيات من قوات سوريا الديمقراطية، أن تركيا كثفت أيضاً ضربات الطائرات المسيرة في قلب المناطق الحضرية، مستهدفة كبار المسؤولين العسكريين من “وحدات حماية الشعب”.
واشنطن تدعو لوقف التصعيد
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنّها تتفهم ما سمته “المخاوف الأمنية المشروعة” لتركيا في ما يتعلق “بالإرهاب”، لكن دعتها إلى “الوقف الفوري” للتصعيد في شمال سوريا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان، إن “الولايات المتحدة تدعو إلى وقف فوري للتصعيد في شمال سوريا”.
وأضاف: “نشعر بقلق بالغ إزاء الأعمال العسكرية الأخيرة التي تزعزع استقرار المنطقة، وتهدد هدفنا المشترك لمحاربة داعش، وتُعرّض المدنيين والجنود الأميركيين للخطر”، معرباً عن خالص التعازي لوقوع خسائر في أرواح المدنيين في سوريا وتركيا.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” إن الضربات الجوية التركية تهدد سلامة العسكريين الأميركيين، وإن الوضع المتصاعد يعصف بالتقدم على مدى سنوات ضد تنظيم “داعش” في المنطقة.
وللولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا يعملون أساساً مع قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي.
وفي وقت سابق يوم الأربعاء، قالت القيادة المركزية للجيش الأميركي، إنَّ غارة تركية في شمال سوريا عرَّضت قواتها “للخطر”.
وقال المكتب الإعلامي للقيادة المركزية لوكالة “فرانس برس”، الأربعاء: “تلقينا معلومات.. أفادت بأنه كان ثمة خطر على القوات والأفراد الأميركيين” جراء القصف التركي، من دون تسجيل أي إصابات في صفوفهم.
أنقرة: نختار الأهداف “بحذر”
ورداً على سؤال عن تعليق البنتاجون، قال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن أنقرة “تختار الأهداف بحذر”، وإنها على اتصال وثيق بنظرائها الأميركيين. وقال المصدر إن حقول النفط ليست من بين أهداف أنقرة.
يأتي التصعيد التركي في سوريا، على وقع اتهام أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا بقتل شخصين في هجمات بمدافع المورتر شنتها من شمال سوريا، الاثنين الماضي، في أعقاب عمليات جوية قامت بها تركيا في مطلع الأسبوع، وهجوم بقنبلة وقع في شارع تجاري مزدحم في إسطنبول قبل أسبوع.
يشار إلى أن تركيا نفذت عمليات عدة في شمال سوريا في السنوات القليلة الماضية، واستخدمت مسيرات في العديد من الضربات الجوية، في حين أن واشنطن المتحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وموسكو، حليفة دمشق، تسيطران على جزء كبير من المجال الجوي السوري.
Comments are closed.