نعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، الفنان الموسيقار والملحن حسين نازك، الذي توفي اليوم الخميس بعد مسيرة عريقة من العطاء، والنضال الوطني، والإبداع.
وجاء في نص النعي الصادر عن الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء:
“تودع فلسطين اليوم عاشقها المبدع حسين نازك، الذي أشغل أوتاره عاليًا من أجل وطنه، وأسس لعشقه الصافي (فرقة العاشقين) التي لبت نداء قلبه، وحولت ألحانه إلى سحاب معطر بالانتماء، والوفاء لقضية شعبه، وتسلح بكمنجة روحه، وهو يخوض الفن بكل مصداقية، وفروسية، حتى أظهر نجمه ضياءً أغاظ المحتل الغاشم، وأربك روايته المزيفة، بل حشد قلوب المحبين عنفوانًا من أجل فلسطين.
إن رحيل الكبير عزفًا ونضالاً حسين نازك، خسارة لا تعوض، وستفتقده الأناشيد في بيدر الأغنية المقاومة، ولن تنساه حقول النغمات المقاتلة، وأما تلويحات الدبكة، وموسيقى المسارح ستخلد ذكره وجوبًا منقطع النظير، ولأنه راية شامخة في سماء فلسطين، سنبقى نتطلع إلى السماء بصفاء حضوره الذي جعل من النكبة المؤلمة تحديًا مقدسًا لتجاوزها، ومن النكسة صمودًا أربحه القدس، وإن خرج منها، وعاد بألحانه كجيش لا تهزمه طحالب الضلال.
رحم الله حسين نازك الموسيقار، والملحن الفنان، والفلسطيني المقدسي المنير بسيرته، والنبيل بإنسانيته، عاش حرًا رغم منفاه، ورحل فلسطينيًا عروبيًا رغم وعورة الطريق، وتلبّد الواقع، ونحن في الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، لن نؤخر الوفاء لروحه على ما قدم لساعة النصر، بل سنكون له من الأوفياء الذين يحفظون لأهل البسالة تاريخهم، ومسيرتهم بكل اعتزاز.
لأهل الراحل الكبير ولشعبنا ولكل المخلصين لفلسطين، عظيم الأجر، وخالص العزاء.
حسـين نازك، وُلد في القدس في عام 1942، موسيقار ومُلحن فلسطيني، تتلمذ على يد الموسيقار يوسف خاشو.
هاجر نتيجة حرب 1967 من القدس إلى العاصمة الأردنية عمّان، وتتلمذ هناك على يد الموسيقار يحيى السعودي، في عام 1969 انتقل إلى سوريا، حيث استقر في دمشق.
أسس فرقة العاشقين عام 1976، وكان مديرها منذ التأسيس حتى عام 1985، وأسس فرقة زنوبيا القومية الحديثة، وشارك في تلحين النشيد الوطني الفلسطيني عام 2005.
تولى في عام 2015 مهمة إحياء وجمع وإعادة تأهيل التراث الفلسطيني الفلكلوري المكتوب والمسموع والمرئي كمدير تنفيذي للمشروع من قبل المنظمة العربية التربية والثقافة والعلوم.
ساهم بوضع موسيقى وألحان الكثير من المسلسلات والبرامج التلفزيونية، وحفلات الافتتاح لأربع دورات رياضية في سوريا وهي دورة الألعاب العربية 1976، ودورة الشباب العربي عام 1981، والدورة الأولى للقوات المسلحة السورية عام 1983، ولوحة من حفل افتتاح دورة المتوسط 1987.
وضع موسيقى عشرين مسرحية للمسرح القومي السوري، والمسرح الوطني الفلسطيني، ولحن الأغنيات الوطنية التي تغنت بمدن فلسطين من كلمات الأديب ناهض الريس، وهو عضو في المكتب التنفيذي للمجمع العربي للموسيقى، وعضو مجلس الموسيقا الدولية، وعضو الجمعية الأميركية للملحنين والناشرين.
حصل على عددٍ من الجوائز، منها: الجائزة الأولى لأفضل توزيع أوركسترالي لنشيد وطني (بلاد العرب أوطاني)، وجائزة أفضل استخدام موسيقى للتراث العربي من مهرجان قرطاج 1980، وجائزتان ذهبيتان من اليابان لأفضل عرض موسيقي ياباني من موسيقى ووسام الثقافة والعلوم والفنون من الرئيس محمود عباس وحصل على لقب شخصية العام الثقافية 2023 والتي تعلن عنها وزارة الثقافة الفلسطينية كل عام لمناسبة يوم الثقافة الوطني.
Comments are closed.